أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 10 يناير 2018

المستعربون.. كمائن التوصيلة..!



ربما يكون سائق المركبة الذي يدعوك للركوب معه، واحدا من فرق المستعربين الخاصة في جيش الاحتلال، الذين يظهر نشاطهم للرأي العام أكثر وضوحا خلال قمعهم للمظاهرات على خطوط التماس مع جيش الاحتلال.
وإمعانا في التمويه، لا يعرض سائق المركبة المستعرب، توصيلة مجانية، وإنما يحاول أن يكون واقعيا إلى حد كبير، كما خبر ذلك يوسف الشرقاوي، وهو لواء متقاعد، وناشط في المقاومة الشعبية، وتعرض للتوقيف والاعتقال أكثر من مرة على خلفية نشاطاته في الاعتصامات والتظاهرات المختلفة في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية.
قبل أن يخرج الشرقاوي من منزله في مدينة بيت جالا، في أخر يوم من العام المنصرم، أجرى اتصالين، كشفا عن رغبته في الذهاب إلى مدينة نابلس، وعلى الأرجح فان هناك من كان يراقب ويستمع لمكالمات الجوّال، وعندما وصل مفرق باب الزقاق، بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا، وبينما كان يقطع شارع القدس-الخليل، بادره سائق مركبة خاصة بالسؤال:
-على نابلس؟
فرد الشرقاوي بالإيجاب، وركب في المركبة، دون أن يشك في هوية صاحبها.
يتذكر الشرقاوي، بان لغة السائق العربية وباللهجة الفلسطينية جيدة جدا، ولا تثير الشكوك، وكذلك ما يمكن تسميته بالغطاء لمهمته. أخبر الشرقاوي مبررا وجوده في بيت لحم وهو من مدينة نابلس، بأنه جاء ليتابع مسألة تتعلق بشيك راجع، وبما انه عائد إلى نابلس، أراد كسب بعض النقود.
عندما وصلت المركبة إلى موقف للمركبات قرب محطة الحافلات المركزية، حاول السائق، وعلى الأرجح، إمعانا في التمويه، أن "يسرق" عددا من الركاب، ما أثار سخط السائقين، ونجح في حمل راكب نزل لاحقا في مدينة بيت ساحور.
تابع السائق قيادة المركبة، دون إثارة أية شكوك جدية لدى الشرقاوي، حتى مشارف مستوطنة معالية أدوميم، حيث اصطدم بأزمة حادة، وعندما تجاوزها السائق، كان في الانتظار مركبة عسكرية، أشارت له، دون باقي المركبات بالوقوف، ليتبين أن الشرقاوي وقع في كمين محكم.
تم نقل الشرقاوي إلى عدة مراكز لجيش الاحتلال، حتى وصل مركز التحقيق التابع لشرطة الاحتلال في مستوطنة عطروت، وهو المركز الذي اكتسب سمعة سيئة، لتعرض المعتقلين فيه، خصوصا الأطفال إلى الضرب، ورميهم في العراء والاعتداء عليه وحرمانهم من الطعام والشراب والنوم.
نشطاء المقاومة الشعبية، نظروا لاعتقال الشرقاوي، الذي وصفه بوستر أصدروه بأنه جنرال المقاومة الشعبية، كجزء من حملة الاحتلال لملاحقة النشطاء، حيث سبق وتم اعتقال عدد منهم، كمنذر عميرة، وعهد التميمي ووالدتها وابنة عمها.
خضع الشرقاوي للتحقيق المكثف في معتقل عوفر، وتركز التحقيق على نشاطه في المقاومة الشعبية، وقدمت لائحة اتهام بحقه شملت التحريض، وتنظيم مظاهرات عنيفة، وأطلق سراحه لاحقا بكفالة.
وتعرض كما يقول، لحملة تحريض عليه من قبل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، كصحيفة جيروسالم بوست، ويبحث إمكانية مقاضاتها.
ويراجع الشرقاوي تجربة اعتقاله الأخيرة، خصوصا فيما يتعلق بالكمين المحكم الذي نصب له، والدور الذي يضطلع به المستعربون في قمع أبناء شعبنا، وفي مرات سابقة كان الشرقاوي شاهدا على نشاطات المستعربين الذين يظهرون فجأة وسط المتظاهرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق