أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 16 نوفمبر 2017

الشاعر واللُّغويّ..!


نشرت الأديبة والفنانة زهيرة زقّطان صورة من ارشيف والدها الشاعر خليل زقّطان تعود لعام 1950م، قالت إنها لأوَّل فوج من معلمي وطلاب مدرسة مخيم الدهيشة، يظهر في يسار الصورة المعلم محمود الخطيب (أبو نبيل)، خريج الصف الرابع لمدرسة زكريا الأميرية، الذي وجد نفسه، بعد النكبة، مع زقّطان وغيره من أبناء القرية لاجئين، وكان عليهم أن يكونوا أوفياء للحظة التي وجدوا أنفسهم فيها، فوضعوا أنفسهم، كمثقفين عضويين، متأثرين بالماركسية في خدمة الظرف التاريخي، فأسسوا مدرسة من الخيام، لا بد أن تُكتب قصتها.
على الأرجح كان محمود الخطيب مستشارا لُغَوِيّا لزقطان الذي حقق شهرة مع نشر ديوانه الأول (صوت الجياع).
عاش الخطيب حتى وفاته في مخيم الدهيشة، ولطالما روى قصائد لزقّطان لأجيالٍ جديدة من أبناء اللاجئين، يمكن أن تصنف في خانة (الاخوانيات) فيها هزل وهذر وخدش للمألوفين الاجتماعيّ والدينيّ، ولا أعرف إذا ضُمت لأعمال زقّطان المنشورة.
برز الخطيب كمعلم لغة عربية، وكان يقدم مساعدة في اللغة لطلبة مدارس وجامعيين، ودرّس في مدارس ثانوية، رغم تحصيله العلمي المتواضع.
التقيت مع زميله المعلم المتقاعد عليان عبد الفتاح محمد عوينة في قرية بتير، عند عين جامع قابلته يوم 16-12-2011م، وروى طرفة. مرّة قرر المعلمون رفع كتاب للمسؤوليين ييشكون فيه عدم تلقيهم رواتبهم منذ فترة، حرره الخطيب ومما جاء فيه: "...لم نقبض" فاحتج أحدهم على اعتبار ان كلمة "نقبض" تفيد المضارع، أي ان المعلمين استلموا رواتبهم، فاقترح الخطيب تغييرها إلى "..لما قبضنا"، هذا النوع من الطرف هي جزء من تراث تلك الثلة التي تخرجت من مدرسة زكريا الأميرية، وامتازت بالظرف، والثقافة الواسعة.
عانى الخطيب خلال الحكم الأردني قبل عام 1967م، وبعد النكسة طالته الهجمة على الكتب التي شنها الاحتلال الجديد، حيث تعرض منزله لاقتحام جنود الاحتلال بقيادة (أبو الفهد)، وصادروا كتاب (بلادنا فلسطين) لمصطفى الدباغ.
في صيف 1981م، كنت مع مجموعة من الطلاب الثانويين معتقلين في سجن رام الله، وعلمنا من العائدين من المحاكم بأنه تم تقديم الخطيب للمحكمة بتهمة حيازة كتاب (بلادنا فلسطين).

رحم الله الخطيب وزقّطان..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق