أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 7 سبتمبر 2017

قمر على برية القدس







كان منظر المياه مدهشا، وهي تتدفق إلى الأعلى في برية القدس، ولكنها تبعث أيضا على الألم والشعور بقلة الحيلة.
المياه تدفقت يوم الاثنين 4-9-2017م، من بئر ارتوازية حفرها المحتلون على أرض فلسطينية محتلة،
في منطقة سطح البحر، بجوار شارع القدس-أريحا الانتدابي، وفي أرض تابعة لأوقاف مقام النبي موسى.
يمكن اعتبار البئر الجديدة (التي يكشف عنها هنا لاول مرة)، أخر حلقات مسلسل نهب المياه الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال، وبأقل التكاليف الممكنة، فعدا عن أن الحديث يدور عن أرض محتلة، فانه يتم الاستيلاء على أرض بدون أن يتكلف الاحتلال أي ثمن مادي.
ويعتقد أن مياه البئر التي تم إجراء التجارب التحليلية عليها، ستتدفق لتخدم المستوطنات الاحتلالية في برية القدس.
وليس بعيدا عن البئر الجديدة، يعيش التجمع البدوي الفلسطيني (سطح البحر) حالة عطش دائمة، بالإضافة إلى الإجراءات الاحتلالية كهدم منازل الصفيح التي يعيش فيها نحو 80 نسمة بدون خدمات.
ينظر البدو في التجمع الذي أنهوا أخر أيام عيد الأضحى المبارك بدون احتفالات، إلى المياه التي تتدفق إلى الأعلى في محيط البئر التي تم تسييجها، بحسرة كبيرة، وهم يرون مياههم تسرق أمام أعينهم.
في برية القدس الممتدة نحو البحر الميت، أقامت سلطات الاحتلال منتجعات سياحية وأخرى طبية تتضمن برك سباحة ومنشآت أخرى، تحتاج بشكل دائم إلى المياه، وهو ما يتم توفيره من نهب مياهنا.
لاحظت ونحن نجلس في مضافة التجمع البدوي في سطح البحر أن القمر الذي ظهر في السماء مبكرا، بدرا، ولكن جميل الحمادين، الأكثر خبرة في أحوال الطبيعة في المنطقة، قال بان القمر يحتاج إلى يومين ليصبح بدرا، وما أن حل الظلام تدريجيا حتى انعكست أنوار الإضاءة المبهرة في محيط البئر الجديدة على المياه التي تتدفق إلى الأعلى، وهو أمر بقدر ما يثير فرح المحتلين بغنيمتهم، يثير مشاعر الحزن لدى البدو الفلسطينيين الذين تهجروا من أراضيهم في النقب عام 1948م، ويواجهون نكبة جديدة بالتهديد الدائم بالترحيل من برية القدس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق