أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 20 يوليو 2017

إنه فقط مخ الشهيد..!




جلس المسن بحطته البيضاء، أمام الدم الذي تسرب للتربة، يحاول إحاطته بعينيه، ما زال دمه أخضر، ثماني عيارات نارية لم تكن كافية لاغتيال الشاب محمد حسين التنوح، أطلقها جندي صهيوني عربي الولادة، فتقدمت مجندة لتكمل المهمة على مشارف البرية الممتدة حتى البحر الميت. أطلقت سبع عيارات اضافية، وكل هذا من منطقة صفر. تفجر رأس الشهيد.
لو قتل الجندي المحتل عربي الولادة، لسارع القبضاي، البصقة، شيوعي الشنطة، الممتليء غروًرا، ومخترة، ومباهاة، وقرفًا، لتقديم العزاء به، عليه دائمًا أن يقدم الولاء لأسياده، كلب الاحتلال، لا يقل حمقًا وغطرسة عن الاحتلال.
الفلسطنة، ليست عرقا، أو دينًاـ إنها قضية..!
يغلق جنود الاحتلال مكان الحادث بالأشرطة الحمراء، ويتقدم شبان ليحيطوا دماء الشهيد الذي صادر الاحتلال جثته، بالحجارة.
يحاول الجندي طرد المسن، فيصرخ: اخرج أنت، أنت يهودي صهيوني، أنت غريب عنا..!
يسأل أحدهم الصحافيين ببراءة:
*هل صورتم المخ، مخ الشهيد؟
يظهر شاب يحمل كرتونة بداخلها كيس أسود يكشف عن لحم متناثر، في أشد مواقف البرية درامية، البرية التي طالما مرّ عليها وعبرها عابرون، ومحتلون، ومجرمون.
-هذا هو مخ الشهيد..!
لم يحاول المحتلون مصادرته، حاولوا منع جمع المخ، ثم تركوه ليلملمه أحدهم..!
تقوع تزف الشهيد تلو الشهيد..!
قصي العمور، محمد جبرين، محمد التنوح..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق