أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 14 يونيو 2017

شعوب الملوخية..!




اكتشفتُ في العقبة الملتهبة، أنني من شعب الملوخية، وكنت أخر من يعلم. في فلسطين المحتلة، أنا مصنف ضمن شعب الاشتاحيم، تمامًا مثلنا نحن المغلوبين على أمرنا، مثل رئيسنا المغلوب على أمره، والذي اكتشفت هناك أنه رئيسنا من كثر اللوم الذي يوجه له، ويطرطش علينا..!
شاركت ابنة أخي العقباوية قبل سنوات ضمن وفد أردني، في لقاء تطبيعي مع إسرائيليين في أم الرشراش سابقا ايلات حاليًا، والى إشعار آخر، ولم يكن عليها سوى قطع الحدود الوهمية بين العقبة وأم الرشراش المحتلة. هناك زعلت من زميلتها المطبعة العجلونية، قالت الأخيرة من لا يعجبه بلدنا بإمكانه أخذ ملوخيته معه وعلى الجسر الله والأنبياء معه، فهددت العقباوية: تذكري انك الآن في بلدنا، ويمكن تقدير وقع هذا التهديد الواضح الصريح على الموجودين، ومن حسن حظ العقباوية (المتطبعة)-كما تصف نفسها، أنه لم يكن هناك مطبع مصري وإلا لأوضح لهما بأنهما على أرٍض مصرية وعليهن التزام حدود الأدب..!!
قلت ربما يجب إخبار ابن الأخ الآخر الناشط ضد التطبيع، ليخبر زملائه في الأحزاب اليسارية والقومية، ليصدروا بيانا صاروخيا ساخنا..!
اختصار شعب باعتباره شعب الملوخية نبرة غير جديدة كما علمت، فنائب في البرلمان الأردني ثار عصبه العصبوي: اللي مش عاجبه يأخذ ملوخياته وعلى الجسر، وكأنه يعارض محمود درويش:
-خذوا ملوخيتكم وانصرفوا..!
عندما أقر الجنرال المحتقر للعرب ديان، سياسة الجسور المفتوحة بين الضفة المحتلة والأخرى غير المحتلة، تنقلت أطنان من الملوخية الجافة بين ضفتي الأردن، وخضت للتفتيش الصعب والعاري الذي تعرض له ملايين الفلسطينيين، وكأنهم كانوا يجتازون بروفة يوم القيامة، وقيل بان الإسرائيليين أخذوا عينات من الملوخية لفحصها في مختبراتهم المتقدمة، وجاءت النتيجة مذهلة:
-نبات أخضر لا ينفع ولا يضر..!
قد لا يجد اعتراف غلاة الشوفينيين ببراءة اختراع الملوخية باسم الفلسطينيين، صدى طيبًا لدى غلاة مصر مثلاً. هل اخترع الفلسطينيون الملوخية أو هي من التأثيرات المصرية الثقافية القوية في فلسطين..؟
لا نعرف، لم يثر الموضوع بعد، مثلما حدث مع أطعمة أخرى. في زمن أصفر زاداد اصفراره وطغى، اقتحم المسرحي علي سالم دولة الاحتلال بمركبته، غامدًا قلمه شاهرًا جيبه، وعندما أعجبه السمك المطهو في يافا جعله يتأكد أن الدمايطة كانوا في عروس البحر منذ عصور سحيقة، فلا فضل للفلسطينيين، وفي حيفا هزيء من الفلسطينيين الذين يسمون الكفتة كبابًا والكباب شقف لحم، وأكد أنهم سيحتاجون مئات السنين لمضاهاة ما يصنعه المصريون في هذا المجال، وليتحقق ذلك يلزمه تحقق شرطين: أولا توحيد المصطلحات، وثانيا أن يتم التطور بمساعدة خبراء مصريين.
أمَّا المجدرة، فقال إنها توقفت عن التطور منذ ألاف السنوات مما حال دون تحولها إلى الكشري..!
ذكر المرحوم خالد نجل الزعيم الخالد، وفق معايير قوميين ويساريين على الأقل، بأن من أحب أكلات والده أكلة تسمى البَقلة، وهي التي تعرف أيضًا في فلسطين بالإضافة إلى هذا الاسم، باسم الرِجلة، وعلى الأرجح فان البكباشي عبد الناصر تعلم تذوقها في فلسطين عام 1948، وربما بمساعدة صديقه خالد الطيطي مختار عراق المنشية، ويقال بان الزعيم الذي سيصبح معبود الجماهير، التي خرجت لتبايعه بعد الهزيمة المدوية، سمى بكره خالدًا، على اسم المختار المجاهد.
رحم الله الاثنين أبو خالد المصري وخالد الفلسطيني، فلم يجعلهما يعيشا ليشهدا عصر شعوب الملوخية..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق