أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 7 يونيو 2017

شهيد ينعي شهيدًا..!





اعتبر المسلمون سلوان، مدينة النبي داود..!، وعقدوا علاقة بين عينها وماء زمزم، لمرة واحدة على الأقل يشرب أهل سلوان من عينهم وكأنها ماء زمزم..!
واعتبر المحتلون الإسرائيليون سلوان مدينة الملك داود..!، وعبروا عن ذلك بأشد الطرق الاستعمارية بشاعة، بالاستيطان الاحلالي، ولي تضاعيف التاريخ..! وآلاف معاول الحفر، وعشرات الكتب..!
تتوزع أسماء ناس سلوان، لتفيض قليلاً وبحساب عن أسماء الأنبياء وملوك العهد القديم، اقتفاءا لتقليد قديم في القرية المجاورة لسور القدس الجنوبي.
ابن سلوان البار اسحق مراغة، المنتمي لهوية فلسطينية جديدة إنسانية المضمون، عبر عنها ذلك بأكثر الطرق أخلاقية، مقاوم عنيد للاحتلال فاعتقل، وشهد عام 1969م على استشهاد قاسم أبو عكر في معتقل المسكوبية بالقدس.
في اعتقاله الآخر الطويل، وجه من سجن نفحة الصحراوي/ متصبية ريمون، رسالة نعى فيها الشهيد أسامة العيساوي، ابن قرية العيسوية، الذي استشهد في البقاع اللبناني يوم 17/7/1982.
يعد السجان الكلمات على الأسير، وربما استوحى تويتر سياسة التغريد المقنن منه، كتب أبو جمال:
"الرفيق العزيز هاني تحية طيبة وبعد،
 سمعنا من خلال الأهل والصحافة نبأ استشهاد رفيقنا الحبيب "أسامة" على أرض لبنان الشقيق. إن الروح الوطنية والأخلاق الثورية والشجاعة الفائقة التي كان يتحلى بها شهيدنا، جعلت منه طليعة من طلائع شعبنا المكافح البطل. فكان المبادر الأول في تلبية الواجب دفاعاً عن وطنه وشعبه وأمته. لنا ولكم الحق بالاعتزاز والافتخار بأسامة الشهيد البطل، أسامة الذي ضرب أروع الأمثلة في البطولة والتضحية دفاعاً عن أرضنا الطيبة ضد قوى العدوان الفاشية. لقد سمعنا عن معنوياتكم العالية عندما تلقيتم نبأ استشهاد البطل، وعندما استقبلتم المعزون به. فدعونا جميعاً نقف لنحني هاماتنا إجلالاً واحتراماً لشهيدنا البطل ولجميع من سقطوا معه من أجل الوطن الحبيب. فباسمي وباسم كافة رفاقي في معتقل "نفحة" الصحراوي نتوجه بتعازينا الحارة إلى والد الشهيد، وإلى والدته وإخوته وأخواته وإلى جميع آل العيساوي وإلى شعبنا في كل مكان، لكم من بعده طول العمر.
7-8-1982
ابنكم
اسحق موسى مراغة"
بعد أن حال الحول وزاد عن حوله قليلاً ارتقى أبو جمال بتاريخ 16/11/1983م في سجن بئر السبع، ونعته القدس، التي احتضنت جسده الطاهر، بنفس الكلمات تقريبًا..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق