أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 22 فبراير 2017

القول الفصل فيما لعزازيل من أصل




خالد فهمي، هو المؤرخ المصري الأكثر احترامًا بالنسبة‏ لي، وأقدر جدًا جهده العلمي، ومثاله كتابه (كل رجال الباشا)، وهو بمثابة تاريخ آخر لمرحلة مؤثرة من تاريخنا غير البعيد.
فوجئت بمشاركته، عبر صفحته على الفيس بوك، بخبر عن سرقة صاحب رواية (عزازيل)، روايته من رواية للإنجليزي تشارلز كينجزلي، الخبر لا يقول الكثير، وربما لا يقول شيئا غير ان صاحب عزازيل سرق روايته.
أتوقع من فهمي، أن يكون قد قرأ الرواية الانجليزية، وان يقدم لنا ما يراه ما يوجب الاتهام بالسرقة، لصاحب عزازيل، والواقع ان الاتهام بسرقة الرواية ليس جديدًا، ويظهر بين الوقت والآخر، لأسبابٍ قد تبدو غير أدبية، فصاحب عزازيل، لديه ما أغضب الجزائريين (لمقالته العصبوية)، والسعوديين (لتصريحاته الإنكارية)، والفلسطينيين (لتأويلاته بشأن المسجد الأقصى وما فهم انها رسائل ناعمة تجاه دولة الاحتلال).
لدي ملاحظات على عزازيل، سجلتها في مقالة بعنوان (عزازيل التائه في القدس)، وبعد مقالته الشعبوية الجزائرية، لم أتمكن من قراءة أي عمل أدبي له، ولم أستوعب ان يصدر عن كاتب ما يبعث على كل هذا التقزز.
أُمبرتو إيكو صاحب (اسم الوردة) التي لا شك ان صاحب عزازيل تأثر بها، وهذا شيء طبيعي وصحي، كان يرحب دائمًا، بالباحثين عن المصادر التي أوحت له بكتابة عمله العظيم، وبمن تأثر من كُتّاب وكتابات، وبتأويلات للنص، ولا أظن ان صاحب عزازيل يمكن أن يتمتع بروح كاتب عظيم مثل إيكو، وعلى المقلب الآخر، مقلقة هي البوستات المنتشرة على الفيس بوك، والتي تشبه أي كلام مرسل، عن سرقة عزازيل، خصوصًا إذا أتت من كُتّاب نقدرهم مثل خالد فهمي، والمطلوب حسم أمر السرقة، بدراسة أو مداخلة مقارنة، ويمكن لصحيفة أن تكلف محررًا مختصًا ليقرأ الرواية الانجليزية، ويخرج بمقالة عن الموضوع، أمّا أن يظل الاتهام يتأرجح لأسبابٍ غير أدبية، ويظل يطل بين فترة وأخرى، فهذا لا يليق بالأدب. انه مظهر لأمراض الثقافة العربية، وما أكثرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق