أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 17 فبراير 2017

باب التأويل..!




كيف صمدت بعض النصوص في الكتب المقدسة (الكتب التي قدستها السماء، وتلك التي قدسها البشر)، ولم تُمنع خشية، على ومن، أشياء كثيرة.
كيف صمد نشيد الأنشاد في الكتاب المقدس مثلاً، وحديث (صلح الحديبية) الشريف، أو حديث (من تعزى بعزاء الجاهلية) الشريف، على سيبل المثال؟
لوّ تتبع أي شخص (رجل أو امرأة) جدالات اللاهوتيين، وحتى أصغر قمص في كنيسة منزوية في القاهرة، سيثيره كم التأويل للنص الغزلي المنسوب لسليمان. وإذا كان لديه صبر وتتبع المفسرين والفقهاء من ابن تيمية (ومن قبله) حتى الألباني، فيما نُسب في الحديثين الشريفين أعلاه، سيجد نفسه في معمعان تأويلي دال.
لماذا يخاف مقدسو هذه النصوص من الأدب؟ ولماذا لا يمنحوها نفس الفرصة في التأويل؟ ولماذا يحتكر أصحاب الديانات المختلفة التأويل لأنفسهم ويحرمونه على غيرهم؟
لماذا خاف الشيخ الغزالي مثلاً من رواية (أولاد حارتنا) رغم إنها قد تأول باعتبارها رواية إيمانية؟ ولماذا أضاع على نفسه، فرصة الاستمتاع بمثل هذا التأويل؟
لا تنافس كتب الأدب الكتب المقدسة، وإلا لكانت مؤلفات دوستوفيسكي يقدسها الآن ملايين البشر، فلماذا الخشية من التأويل؟
يا من تجتزئون نصوصا، وتنشروها على الفيس بوك، بشكل تحريضي، أو حتى ساخر رغم ثقل ظلكم، فاعلموا أنكم تحرضون، ومن قتل سيد قطب، وفرج فودة، وحسين مروة، ومهدي عامل، وغيرهم ليسوا هم من نفذوا، دون أن يقرؤوا ما كتب هؤلاء، وإنما أولئك الذين حرضوا، متوارين كي تذهب دماء الضحايا بين القبائل.
انوه إلى تأويل القاصة ميس داغر للرواية الممنوعة، والتي بزت، خناشير الثقافة، أصحاب النوايا، الذين يقدمون أنفسهم كديمقراطيين، وليبراليين، وماركسيين..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق