أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 10 ديسمبر 2016

المارونيون يُصلون أيام الجمع في بيت لحم...







رغم هبوط الظلام، على شارع القناة في مدينة بيت لحم، إلا أن الأب يعقوب، راعي دير وكنيسة مار شربل المارونية في المدينة، مستمر في نشاطه الدؤوب، لإكمال ترميم الدير، الذي تعرض لحريق، قبل أشهر، من أجل افتتاحه رسميا قريبا.
يساعد الأب يعقوب، راهبة، ومتطوعة، ومتطوع، وقال الأخير، وهو خبير في زينة عيد الميلاد، لعمله في نفس المجال لدى بلدية بيت لحم، بأنه يساعد بمبادرة شخصية منه، وحبا في القديس شربل، الذي يقصد ديره مؤمنون من مختلف الطوائف، لارتباطه باعتقادات كثيرة لديهم.

يرفض الأب يعقوب التصوير، أو الحديث المسجل، رغم أن لديه الكثير ليحكيه عن قصة الدير، على الأقل منذ أن شب حريق فيه، في شهر أيلول عام 2015م، وتحولت أسباب الحريق إلى آراء، بين فريقين، يرى أحدهما انه نتيجة تماس كهربائي، ويرى فريق آخر بأنه متعمد.
وصل المارونيون، متأخرين كثيرا إلى بيت لحم، مقارنة مع الطوائف الأخرى، التي حرصت على حجز موطئ قدم لها في المدينة التي تحتضن مغارة الميلاد. في عام 1983، شيد المارونيون دير مار شربل في المدينة، وسط منازل مواطنين مسيحيين ومسلمين. ولعب الدير بالإضافة إلى الدور الديني، دورا مدنيا، مثل مؤسسات أخرى، خلال الانتفاضة الأولى، حيث فتح أبوابه ليتلقى طلبة الجامعات تدريسا بديلا أو موازيا، في ظل استمرار عدوان الاحتلال على الحياة التعليمية وإغلاق الجامعات والمدارس.
ولكن لأسباب عدة أغلق الدير وهجر لمدة 15 عاما، وتعرض مرة واحدة، على الأقل للسرقة، ولاعتداءات يُعتقد انها عرضية، مثل تكسير زجاج البوابة الرئيسة. فأصبح الدخول إليه، من قبل الفضوليين أمرا متاحا.
حتى جاء الحريق، لينبه إلى وجوده، فجرت عمليات ترميم واسعة. وتبرعت السلطة الوطنية بمائة ألف دولار، بأوامر من الرئيس محمود عباس، مساهمة عمليات الترميم.
وحسب الأب يعقوب، فانه يوجد نحو 14 ألف ماروني في فلسطين، من بينهم من يقطن في القدس، وبيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور، ولكن أحد المترددين على الدير يقول، بان مسيحيين من طوائف أخرى هم الذي يحضرون الصلوات كل يوم جمعة فيه، لقلة عدد المارونيين.
وتم اختيار يوم الجمعة، كي لا يتضارب مع الصلوات التي تقام أيام الآحاد في كنيسة المهد، وكنائس الطوائف الأخرى.
وتلقى المارونيون، دعما معنويا ورمزيا، هذا العام، من خلال الرسالة المسجلة، للكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد، الذي شهدته ساحة المهد الأسبوع الماضي.
وحيا الراعي، الذي زار فلسطين، رفقة البابا فرنسيس، قبل ثلاثة أعوام، شعبنا قائلا بأنه ما زال يعاني منذ عام 1948م، ورغم الألم والمعاناة فان شعلة الإيمان بالله وبقضيته لم تخفت.
وعانى المارونيون، مثل باقي طوائف الشعب الفلسطيني، من الهجمة الصهيونية، وتحتفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية، بحكاية تدمير قريتي (أقرت) و(كفر برعم) التي سكنهما أبناء الطائفة المارونية. والذين يصرون على إحياء مناسباتهم الوطنية والدينية على أنقاض منازلهم، في رسالة ذات مغزى تؤكد تمسكهم بحقهم في العودة إلى أراضيهم، مهما طال الزمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق