أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 4 ديسمبر 2016

على امتداد أكثر من حنين..!


















استعد المصور المخضرم موريس ميكيل (1932-)، لمهمته جيدا، كما يفعل دائما، عندما يتوجه لعمل ما، ولكن هذه المرة لم تكن تتعلق بمهمة تصوير خاصة أو عامة، وإنما به شخصيا.
وصل ميكيل، متحف بيت لحم، مبكرا، ليتمتع بحفاوة الاستقبال من مديره يوسف أبو طاعة ومحبيه، وربما الأهم من الفنانة فدوى روحانا، صاحبة الحدث الذي أتى ميكيل من أجله.
ميكيل هو أقدم مصوري بيت لحم، وعميدهم، وقررت إدارة متحف بيت لحم، والفنانة روحانا، اختياره، ليرعى معرضها الفوتوغرافي (على امتداد الحنين)، في لفتة، لترسيخ تقاليد جديدة في الحركة الثقافية الفلسطينية، وتكريم رموزها المنسية.
قص ميكيل شريط الافتتاح، رفقة روحانا، ورحب أنطوني حبش المدير الإقليمي لمؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية المشرفة على المتحف، به وقدم له صورة فوتوغرافية له وهو يصور زيارة البابا بولس السادس إلى بيت لحم في منتصف الستينات.
وسط أجواء مفعمة بالمشاعر، قدم ميكيل للمتحف، صورة لزيارة البابا التاريخية تلك، التي بادر حبشي بتثبيتها على الحائط بجانب لوحات روحانا.
تنوعت لوحات روحانا التي تعنى بالأرض والإنسان الفلسطينيين، والتي صورتها في مختلف المناطق الفلسطينية، وبينت عن عين برعت في زوايا الالتقاط.
بدت روحانا حزينة، بسبب حريق الكرمل، وقالت بان معرضها هذا هو امتداد لمعرضيها الأولين (أرض) و(فلسطين والمخفي أعظم) مشيرة، إلى ان فلسطين المقسمة هي بشكل أو بأخر وطن مخفي عن كل أبنائه، فغزة مثلا مخفية عن الفلسطينيين في الضفة للغربية والأرض المحتلة عام  1948، وقرى ووديان وصحاري الضفة الغربية، مخفية عن أهلنا في الجليل والنقب والمثلث، والعكس صحيح.
روحنا التي خنقها الحنين، فأضاعت الكلمات، أضافت بعد توقف: "الحنين تعني أن كل واحد منا في فلسطين عايش في حالة حنين للجزء المبتور من وجداننا جميعا، يضم المعرض مجموعة صور حاولت أن أصنع من خلالها جغرافيا فلسطينية من الشمال إلى الجنوب".
يوسف أبو طاعة، بدا فرحا، بالمعرض، والفنانة الآتية من الجليل: "من قرية فلسطينية فيها كل معالم الجمال. قرية عسفيا الكرمل".
وقال، بان المتحف يحتفي بفدوى روحانا: "ضمن رؤية تنبثق من صميم المتحف بأهمية إحياء وإبراز دور الفنانين الفلسطينيين في الحفاظ على الموروث الثقافي والفني والتاريخي لفلسطين وإنسانها".
ورأى، في المعرض، نوع من تسليط الضوء: "على عدسة فنانة فلسطينية خطت ورسمت من وحي إبداعها ورحم معاناة شعبنا. صورة بألف كلمة. صورة تحي في ذاكرة وعينا، جمال وطننا وأرضنا وشعبنا، إن إبداع الفنانة فدوى روحانا في هذا المعرض تجاوز حدود عدستها وقدم لنا رصيدا جديدا في خزينة الفن والتراث والهوية والإبداع الفلسطيني".
يحتوي المعرض على خمسة وعشرين صورة تمثل كل واحدة منها تفصيلا فلسطينيا، معماريا، وإنسانيا، وطبيعيا.
فدوى روحانا، مهندسة صناعية من مواليد حيفا درست التصوير الفوتوغرافي في فلورنسا، تفخر بانها تجوب جنوب البلاد وشمالها برفقة الكاميرا، متسللة بعدستها من حنايا الأرض وتجاعيد ناسها، من ثغرات المفاتيح الغائبة وخواء الأروقة المهجورة، في محاولات لكشف الستار عن الجماليات الخبيئة وراء الفقدان الفلسطيني، مخاطبة بصورها الروح قبل العين، بلغة فوتوغرافية شاعرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق