أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 15 ديسمبر 2016

الديرباني وعشيقته الشجرة...!




كان لدى ديربان، شامة وادي الصرار، حيث عاش شمشون الجبار في الوادي، يغازل نساء الفلسطينيين، حتى غدرت به دليلة الفلسطينية، وذهب أمثولة، ما تفخر به، من تاريخها القديم، حيث عاش فيها مسلمون ومسيحيون، ومع تتالى النكبات، حتى النكبة التي ما زالت حديث الناس، لم يبق فيها غير المسلمين، فتشردوا، وتناثروا في بلاد الناس.
حمل الديربانيون، حنينهم، إلى تجمعات الشتات. في الأردن مثلاً، اتخذوا لهم علامة مسجلة على مركباتهم، ووضعوا حرفي D. R عليها، للتعارف، ولإغاثة المحتاج منهم.
ديربان، إحدى محطات قطار القدس-يافا، قبل النكبة، والآن هي إحدى المحطات، ولكن مع تغير اسمها ليصبح محطة بيت شيمش.
لدى سائقي ديربان، شهية للحديث، ورواية الحكايات، ومنها ما سمعته من أحد السائقين، عن فلاح ديرباني، ذهب يتمدن إلى مدينة الرملة المظلومة الآن من المترجمين العرب والفلسطينيين، الذين يتفاصحون عندما يترجمون صفحات من رحلات الرحالة إلى بلادنا المقدسة، فيضعون اسم رام الله الفتية، مكان الرملة العريقة التي كانت عاصمة فلسطين الأموية لعقود طويلة، ويتم ذلك غشمًا وجهلاً.
قرر الفلاح، أن يشتري لزوجته هدية، ولا نعرف إذا كان لهذا الحدث الجلل، مناسبة ما، فاشترى قطعة قماش كبيرة وجميلة، وعاد فرحًا، ليفرح امرأته، وعندما اقترب من المنزل، رأى شجرة يعشقها، ففكر بسرعة، وقرر لف القماشة عليها، حتى لا تبرد، وتظهر في أحسن صورة، وعندما دخل المنزل، وسألته زوجته، عن تمدنه في الرملة، حكى لها حكاية قطعة القماش، التي ستدخل فلكلور القرية، وتتشتت مع ناس في الشتات. يمكن لكل قاريء وقارئة منكم، ومنكن، توقع ردة فعل الزوجة التي اكتشفت، أخيرا، هوية معشوقة زوجها.
أحب فلاحو فلسطين، الأشجار، في أحيانٍ كثيرة، أكثر من زوجاتهم، ولا شك لدي بأنها كانت، في أحيانٍ كثيرة، مجال عبادة، أو صدى لعبادة الأشجار.
**
الصورة: محطة ديربان، بعد إضافة الطابق الثاني لها/عشرينات القرن العشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق