أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 12 نوفمبر 2016

عين هارون.. أساطير وملوك وأنبياء








 


تتكون عين هارون، في قرية الناقورة، التي تبعد 12 كلم شمال غرب نابلس، من عدة ينابيع، لعبت دورا حياتيا واجتماعيا وحضاريا ليس فقط في القرية، ولكن في نهضة سبسطية المجاورة وقرى أخرى.
مدخل القرية الرئيس، أصبح ضمن الجغرافية الاستعمارية القهرية، قبالة مستوطنة شهيرة هي شافي شمرون، وحاجزها العسكري، الذي تستخدمه قوات الاحتلال لعزل مناطق فلسطينية واسعة.

قرب عين هارون، تجري أعمال بناء أسوار استنادية لمنطقة البساتين، التي ترتوي من مياه العين، وتشتهر هذه البساتين خصوصا بزراعة الحمضيات، التي جلبت للناقورة شهرة، على مستوى محافظة نابلس، على الأقل.
في الطريق إلى الشيخ شعلة
لعين هارون، التي يتم سحب مائها عبر مواسير حديدية كبيرة، من مجموعة من الخزانات الإسمنتية، مجموعة من القنوات القديمة الفخارية، يقع الان في مسار يستخدمه الزوار، للمشي، في طريق تصل إلى مقام الشيخ شعلة، المطل على الناقورة، وسبسطية، ومدينة نابلس، ومناطق أخرى.
ومن المرجح أن الصوفيين الذين استخدموا المقام، الذي بني على أنقاض كنيسة، استفادوا من ينابيع هارون، وكانت مصدرا للحياة على التلة.
في القرن السابع عشر زار الرحالة العثماني أوليا جلبي، مقام الشيخ شعلة، وزعم بأنه قابله، ومن الصعب إثبات ذلك.
في الدليل السياحي لسبسطية الذي أعده أسامة حمدان وكارلا بينيللي، يقتبسان ما ذكره جلبي: "مرة أخرى مقابلها (سبسطية) ترتفع تكية الشيخ شعلة مرتفع مثل حصن، واعتاد الشيخ أن يتعبد في هذا التكية خلال النهار، وفي الليل المظلم كان يجمع دراويشه حوله عندما يبدأ بوعظهم دون استعمال سرج أو أضواء، وأن كلامه المقدس كان يضيء مجمعه المقدس حتى الصباح، ولهذا السبب سموه الشيخ شعلة، وهو سيد جليل ومقامة هو حرم مزدهر، وقد زرته وتشرفت بتقبيل يد تلميذه وتابعه باركه الله، ولقد بوركت منه".
ويضيف المؤلفان: "يوجد حتى الآن بناء المقام فوق التلة الذي يشاهد عن بعد، وهو بناء شيد فوق بناء يعود إلى فترات قديمة، حيث بقي من البناء القديم الجدران والأقواس الحاملة، ويوجد أيضاً نقش يوناني قديم موجود فوق البوابة الرئيسية للمبنى، يظهر أن المكان كان مقاماً بني للنبي إيليا من قبل أسقف سبسطية استفان في الفترة البيزنطية".

والى الغرب من الناقورة، في وادي الشعير، قريبا من محطة سكة المسعودية، التي حولت الان إلى حديقة، يوجد ما يعرف محليا بـ بابور السهل، وهو عبارة عن مطحنة حبوب قديمة، متوقفة الان عن العمل في بناء حجري مبهر، مهمل، ومعرض للهدم.
وعملت هذه الطاحونة، التي كان يملكها شاش باشا، كما يقول أحمد صلاح، على المياه التي سحبت من عين هارون بواسطة قنوات فخارية، بطول نحو 5 كلم، لم يبق منها ظاهرا إلا القليل جدا.
أساطير قناة سبسطية
ومن أشهر معالم العين ما يسمى محليا (المكر)، وهو عبارة عن نفق يخدمها، بالإضافة إلى قنوات فخارية كانت تنقل مياه العين إلى المواقع الأثرية في سبسطية، والتي كان يمكن مشاهدتها منذ سنوات مضت كما يقول أحمد صلاح، وهو من قرية برقة المجاورة لسبسطية.
ويضيف صلاح: "لقد تحطمت القنوات، ومعظمها فخارية قديمة، لأسباب متعددة منها الإهمال، وعدم الاستعمال".
جاء في دليل سبسطية الذي أعدته بينللي وحمدان عن نفق هارون: "تتألف البقايا القديمة من ممر تحت الأرض مبني جزء منه والجزء الآخر محفور في الصخر، وطول هذا الممر حوالي 80 متراً، وعلى بعد 30 متراً تقريباً من نهاية هذا الممر توجد آثار كنيسة صغيرة، حيث تمر قناة الماء بين صحن الكنيسة وحنيتها. وقام باكتشاف ودراسة هذا الموقع علماء الآثار في البعثة المشتركة، حيث يعتقدون بأنه كان يوجد في الأصل مدخل يصل الكنيسة من الخارج من ناحية الغرب أو الجنوب. وعلى مسافة قليلة خلف الكنيسة يتفرع الممر إلى اثنين، حيث يوجد ينبوع ملاصق للممر وآخر في آخر الممر الثاني الذي يصل ارتفاعه إلى متر واحد. وفي الماضي كان مسار القنوات يسير بمحاذاة التلة التي يقع عليها مبنى الشيخ شعلة، ومن ثم تتعرج بشكل حاد ويعرج إلى الغرب من قرية إجنسنيا، وكانت قناة الماء تعبر في الفجوة فوق الوادي بواسطة جسر، ويبلغ طول القناة القديمة الإجمالي 4400 متر، أي أطول من طول القناة الحديثة التي طولها حوالي 1700م بمرتين ونصف المرة، وتم العثور على آثار بقايا قناة ثانية أيضاً على جانب التلة الغربي من قرية إجنسنيا".
والمقصود بالبعثة المشتركة، تلك البعثة التي أجرت حفريات في سبسطية (1931-1935م) بقيادة كروفت (J.W.Crowfoot) مع كاثلين كينون، وشاركت فيها عدة مؤسسات: جامعة هارفارد، والأكاديمية البريطانية المتمثلة في مدرسة الآثار لبريطانية في القدس، وصندوق الاستكشاف الفلسطيني، والجامعة العبرية.
عندما اكتشف علماء آثار البعثة المشتركة القناة الرومانية التي تحت الأرض في سنة 1931 جمعوا بعض القصص التي لها علاقة بموضوع الماء. وجاء في الدليل سرد من هذه القصص الشعبية: "بنيت كاتدرائية سبسطية من قبل الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وعندما تم إنهاؤها صنعت أنابيب فخارية لإحضار المياه من الينابيع إلى البلدة، وعندما بدأت المياه بالوصول ظهر يوحنا المعمدان على المكلة وسألها: من جلب هذه المياه؟.
أجابته: أنا جلبتها بثروتي وخيري ورجائي. فغضب القديس من الجواب لأنها لم تعط الشكر والمجد لله، ولذلك طلب من المياه أن ترجع من حيث أتت وتكسرت الأنابيب - وتستطيعون أن تروا قطعها في الوادي تحت الناقورة – ولذلك وجب على النساء أن يواصلن حمل جرار الماء على رؤوسهن من الينابيع".
وتتمة القصة تروي أنه عندما وضعت الأنابيب الجديدة جاءت المياه بشكل غير منتظم في الأيام الأولى، وفوراً قالت النساء يبدو بأن سيدنا يحي ما زال غاضباً.
وصدى القصص الشعبية والأساطير في سبسطية المرتبطة بتقليد دفن يوحنا المعمدان فيها، حيث يوجد مقامه فيها في صحن الكاتدرائية الصليبية، نجده لدى الرحالة جلبي: "حتى الآن ما زال دم يحي يصبغ حجراً أبيض في بيت يحي الذي زرته في سبسطية في الجزء الجنوبي من الدير المذكور، الذي تم فيه إعدامه، ومرة في السنة في عيد الخزر يتدفق الدم ويغمر القبو والغرف يوسخها ويغطيها. بعض سكان المدينة وبعض الشيوخ الصالحين يشهدون على هذه الحقيقة. وأنا نفسي رأيت بعض الدم ينسكب على صخرة صلبة، وكانت ذات لون ياقوتي. وحيث انه لم يكن ذلك الوقت هو وقت عيد الخزر، لم أستطع أن أؤكد هل هو دم حقيقي أم لا؟"

تكون عين هارون، في قرية الناقورة، التي تبعد 12 كلم شمال غرب نابلس، من عدة ينابيع، لعبت دورا حياتيا واجتماعيا وحضاريا ليس فقط في القرية، ولكن في نهضة سبسطية المجاورة وقرى أخرى.
مدخل القرية الرئيس، أصبح ضمن الجغرافية الاستعمارية القهرية، قبالة مستوطنة شهيرة هي شافي شمرون، وحاجزها العسكري، الذي تستخدمه قوات الاحتلال لعزل مناطق فلسطينية واسعة.
قرب عين هارون، تجري أعمال بناء أسوار استنادية لمنطقة البساتين، التي ترتوي من مياه العين، وتشتهر هذه البساتين خصوصا بزراعة الحمضيات، التي جلبت للناقورة شهرة، على مستوى محافظة نابلس، على الأقل.
في الطريق إلى الشيخ شعلة
- See more at: http://alhaya.ps/ar_page.php?id=1f3b0a5y32747685Y1f3b0a5#sthash.NQj7wMnI.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق