أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 26 أغسطس 2016

صابر بين مكيالين..!


لم يدرك الرفيق داروين، وهو يتحول من الإيمان إلى الإلحاد، حكمة الحكيم، في تصرف نوع  من النمل، يجر يرسوعات حية إلى منزله التحت ارضي، ويعطل جهازها العصبي، ويضع يرقاته داخلها لتنمو وتتغذى، وتعلم اليرقات بأنها تؤكل من الداخل، ولكنها غير قادرة على الاحتجاج.
ما لم يدر بخلد داروين، ان ما تفعله أوغاد النمل، يمكن أخذه مثلا على ما نسميه الان: اغتيال الشخصية.
وما حدث في واقعة الفنان التونسي صابر الرباعي، مثال أخير على إظهار معلومات وإخفاء أخرى، ونموذج للكيل الفلسطيني بمكيالين.
ما تعرض له الرباعي، يحدث مع كل من يدخل ويخرج إلى ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ضيوف ومقيمين، من الغفراء إلى الرؤساء. لماذا هذا يكون مقبولا على كُتاب وسياسيين من العرب والفلسطينيين يُحتفى بهم (من ليلى خالد إلى الكاتب الممانع الشهير)، بينما يتعرض الرباعي إلى حملة تشهير واغتيال شخصية.
مضيفو الرباعي كذبوا في بيانهم، عندما أشاروا إلى: "خديعة إسرائيلية مبيتة"، وكأنهم يتحدثون عن جهاز مخابرات عربي غبي، وكذب الرباعي، الذي زار فلسطين قبل ذلك، ويعرف الإجراءات الاحتلالية جيدا.
من هو مؤهل أخلاقيا للحكم على الرباعي؟ في الواقع هذا السؤال خطر لي لدى الهجمة على أمين معلوف. المنتقدون الذين قرأت لهم، لسعوا معلوف، وهذا حقهم، ولكنهم نسوا انهم غير مؤهلين أخلاقيا للسع، فهم أصدقاء لمطبعين مثلا، ويحتفون بشعراء وكُتّاب، فعلوا أكثر من الإدلاء بتصريحات لصحيفة إسرائيلية، وتفهموا ما فعله ادوارد سعيد، ومحمود درويش، وغيرهما. لماذا اذن أمين معلوف؟ ولماذا اذن صابر الرباعي؟

المطلوب من وسائل الإعلام، نشر المعلومات، وعدم الاكتفاء بأنصاف الحقائق، ليقرر القاريء موقفه. أخر ما ينقص فلسطين موجات تسونامي المزايدات. فلسطين تُقضم على مدار الساعة، ويسمع الفلسطينيون من أبناء جلدتهم، ومن غيرهم جعجعة، ولا يرون طحنا، ومَثَلُ طحّاني المزايدات كمثل طحّانة خُرسا. هل تعلمون قصتها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق