أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 30 يوليو 2016

غسان زواهرة: لا خيار سوى مواجهة الاحتلال



اعتقال شاب أمضى نحو ثلث عمره في السجون، مثل غسّان زواهرة لم تمضِ سوى أشهر على الإفراج عنه من سجون الاحتلال، قد يبدو بالنسبة لغسّان زواهرة، اسلوب حياة نَموذجي بالغ القسوة لشاب قرر أن يقولها لا مدوية للاحتلال، ولكن بالنسبة لوالدته التي أمضت حياتها وهي تطارد على السجون لزيارة زوجها ثم أولادها، والتي فقدت قبل أقل من عام ابنها شهيدًا، فان ذلك يعني بانه كتب عليها عيش مأساة تراجيدية لا نهاية لها.

فجر الثلاثاء قبل الماضي، طوقت قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم الدهيشة، منزل عائلة زواهرة في أطراف المخيم، فاستشعرت الأم الخطر، الذي اقنعت نفسها بأنه سبيتعد لفترة، وتساءلت على أي من أبنائها سيقع هذه المرة. اقتحم الجنود المنزل وخرجوا، ومعهم ابنها البكر غسّان مقيدًا، الذي أمضى ١٢ عامًا في السجون على فترات، وخرج قبل أشهر فقط منتزعا حريته بعد اضراب ضد اعتقاله الاداري استمر ٤٢ يومًا.
خلال الاضراب عن الطعام الذي خاضه غسّان، مع أسيرين آخرين من مخيم  الدهيشة، في خريف العام الماضي، داومت والدته ووالده، في خيمة الاعتصام التضامنية مع المضربين التي نُصبت على شارع القدس-الخليل أمام مخيم الدهيشة، والتي استقطبت الوفود التضامنية من مناطق فلسطين الانتدابية كافة، ومع استمرار اضراب الأمعاء الخاوية، أصبح خطر الموت مخيما على الأسرى المضربين، ويمكن تصور الأوضاع النفسية التي عاشتها نجية زواهرة والدة غسّان، وغيرها من أمهات وآباء.
في هذه الأثناء، قرر معتز زواهرة شقيق غسان الأصغر منه، العودة من فرنسا، حيث يقيم، ليكون بجانب والديه في محنتهما، خصوصاً إذا حدث واستشهد شقيقه غسّان.
ومع اندلاع هبة اكتوبر العام الماضي، انضم معتز لراشقي الحجارة، بالقرب من الجيب الاحتلالي قبة راحيل، شمال بيت لحم، حيث تركزت المواجهات، وارتقى معتز شهيدًا، وأصبح رمزا للأجيال الجديدة في مخيم الدهيشة.
وتلقى غسّان، خبر استشهاد شقيقه، وهو مضرب عن الطعام، وكان عليه أن يحافظ على معنوياته مرتفعة في وجه السجانين.
خرج غسّان، المتزوج ولديه ثلاثة أبناء، من المعتقل، بعد نحو شهر ونصف من استشهاد شقيقه، وتوجه بعد وصوله المخيم ليلاً، إلى قبر شقيقه الشهيد وأعلن بانه لا خيار مع المحتل سوى خيار المواجهة والتصدي.
وفي المهرجان التأبيني للشهيد معتز ألقى كلمة مؤثرة عاهده فيها على النضال، والاستمرار في خيار المواجهة مع الاحتلال.
يقول الوالد إبراهيم زواهرة، الذي أمضى سنوات في سجون الاحتلال: "نفتخر كعائلة بان لدينا الشهيد، والأسير، والجريح، الاحتلال الى زوال".

جمعية الاسرى المحررين أكدت ان "اعادة اعتقال الأسير المحرر غسان زواهره الذي خاض اضرابا طويلا عن الطعام رفضا للاعتقال الاداري، هو للضغط على الأسرى المضربين عن الطعام ورسالهة موجهة لكل أسير يفكر في الاضراب وان المخابرات الإسرائيلية لن تتركه ينعم بالحرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق