أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 11 يوليو 2016

من قتل غسَّان كنفاني؟


لا أعرف أذا كان المهزومون بحاجة إلى كل هذا "الاعتراف" من قبل المنتصرين بـ"مكانة" غسَّان كنفاني الأدبية؟
ما لفت انتباهي الكلام المنمق، الذي اقتبسه العديد من الأصدقاء على الفيس بوك، منسوبًا لمصادر إسرائيلية، وللسيدة غولدا مئير شخصيًا، التي طالما وصفت في الإعلام العربي بالحيزبون وبالشمطاء، ان اغتيال غسَّان يعني التخلص من كتيبة فكرية مسلحة وكلام مشابه.
حسب المقتبسين الكرام فان غولدا قالت يوم اغتيال كنفاني:
"اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح، فـغسان بقلمه كان يشكل خطر على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح ".
وبالطبع، كما هو الحال في معظم الاقتباسات الفيسبوكية، والتقاليد العربية في النقل الشفهي، لا أحد يذكر المصدر.
حتى الآن، لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال كنفاني، ولم تسرب للصحافة، كما يحدث عادة، تفاصيل عن عملية الاغتيال، ومن الصعب القول، إذا كانت دولة الاحتلال هي المسئولة عن الاغتيال فعلاً انه تم لأسباب تتعلق بغسَّان كأديب، وربما تم ذلك لنشاط كنفاني النضالي، ولعلاقة ما، حسب مصادر، من وديع حداد.
لا أعرف إذا كانت فصائل منظمة التحرير حققت في عملية الاغتيال، ولكن اعتقد انها لم تصدر تقريرًا، يوضح الملابسات وما توفر لها من معلومات. وقد بحثت عن مثل هذه المعلومات في أثناء إعدادي لكتاب (كم طلقة في مسدس الموساد؟ عمّان/2004)
واعتقد أن الوفاء لروح ورسالة غسَّان تقتدي أكبر درجات الصدق والصراحة، وليس التلفيق، ووضع عبارات على لسان غولدا مائير، بأكثر ما تحويه اللغة العربية من بلاغة، يناقض على الأقل وصفها الغبي بالحيزبون.
عادة ما تكون مناسبات من هذا النوع، مثل ذكرى اغتيال كنفاني، فرصة لإضافة معلومات جديدة، أو كشف معلومات عن وقائع وأحداث، وربما تتنافس الصحف، وهذا دورها، في تقديم خدمة للقاريء المتعطش، وكصنع رأي عام..!

ابحثوا عن قاتل غسَّان..! إذا كنتم تحبونه حقاً، أمّا غسان الأديب فيجب أن تتوقف عملية تأميمه لصالح الجماعة الوطنية، وإخضاع إنتاجه للمعايير الأدبية، ولكن هذا مبحث آخر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق