أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 22 يونيو 2016

يوسا في الميدان..!


قبل أشهر اختفى ماريو فارغاس يوسا، مع حبيبته (التي ارتبطت طوال تاريخها المديد بقصص حب مع رموز فنية وسياسية)، عن عدسات الكاميرات، ولكنه عاد ليظهر هذا الأسبوع، في مدينة الخليل، بدعوة من منظمة كسر الصمت الإسرائيلية التي تضم جنودا إسرائيليين، خدموا في الضفة الغربية، وخبروا ممارسات الاحتلال الوحشية. ‏
يحب يوسا إسرائيل، ولكنه يكره احتلالها لما تبقى من فلسطين في حزيران 1967، ويتخذ مواقف قريبة من اليسار الإسرائيلي، مثل صديقيه عاموس عوز، وديفيد غروسمان، ويعمل لإنقاذ إسرائيل من أفعالها.
جاء يوسا إلى الخليل، ليكتشف، عبر الجولة التي تنظمها المنظمة الإسرائيلية، في تل الرميدة، والخليل القديمة، وخِرب يطا، جرائم الاحتلال البشعة.
يوسا ليس صديقًا للشعب الفلسطيني، ولم يزعم ذلك، ولكن الملفت هو حرصه لان يكون بمثابة لجنة تحقيق في جرائم الاحتلال، يجلس مع الضحايا، ويستمع، ويناوش الجنود على الحواجز، ويسجل هذا الثمانيني حائز نوبل، ملاحظات، وكأنه يجمع مادة أولية لرواية.
ذكرني وجود يوسا في الميدان، ما كنت أتجنب ملاحظته، ويتعلق بالصورة النمطية للكاتب العربي المعاصر، الشللي، والمدعي، والمتضخم.
يمكن الإشارة إلى زيارات كتاب عرب وفلسطينيين إلى فلسطين التي تخضع لاحتلال كولونيالي كلاسيكي، بُذلت خلال السنوات الماضية جهودًا، لإعادة تعريف الاحتلال، بمساهمة نخب سياسية وثقافية، وفشل نحو 250 شهيدا (لم أراجع عداد وزارة الصحة لاعرف الرقم النهائي) من الأطفال والنساء والفتية، في دحض اعادة التعريف لاحتلال لا يمكن تجميله.
تشرفت وسعدت بلقاء العديد من الكُتاب، نشروا صورا عن جولاتهم، في الفنادق، أو مع وزراء لا يشبهون حالة شعب تحت احتلال، أو على شواطيء البحر. الصور في فلسطين تكذب، مثلا صور الرئيس ومجلس الوزراء، لا تشي بظروف الاحتلال غير الطبيعية التي تختم على الرئيس والمسئولين استصدار تصاريح للتنقل، والصور العديدة لمثقف فلسطيني يقضي إجازة مدفوعة من الخزينة العامة، وهو يدخن النارجيلة على شاطيء يافا، لا تظهر أن معظم الفلسطينيين، لا يستطيعون الوصول إلى البحر، بل أن جيلين فلسطينيين على الأقل لا يعرفان البحر.

الكُتّاب العرب، للأسف يشبهون الكُتّاب الفلسطينيين، ويفتقدون ما لدى يوسا..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق