أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

قتلنا منكم أكثر مما توقعت..!


عندما بدأ يائير أورون، كتابة بحثه (المحرقة، الانبعاث، النكبة)، كان على علم بالمذابح التي تعرض لها أبناء شعبنا خلال النكبة، والتي استمرت نحو سنة، ولكنه يقر في كتابه الصادر بترجمته العربية عن مدار، بأنه مع انتهاء الكتاب، عرف بمجازر جديدة لم يكن يعرف عنها.
يتتبع أورون، المجازر التي تعرض لها شعبنا، وأجواء الحرب لدى العصابات الصهيونية، وتفاصيل عديدة ومهمة، ولكنه يحاول إمساك العصا من المنتصف، بشأن التطهير العرقي، واتخاذ قرارات القتل، والاغتصاب، والتهجير، وغيرها.
يستخلص نتيجة، انه بدون اعتراف الشعب الفلسطيني بآلام اليهود في الهولوكوست، وبدون اعتراف الإسرائيليين بالنكبة، فلن يحدث سلام أو صلح بين الجانبين. وان الاعتراف المتبادل بهذه الآلام شرط للصلح.
موتيف الهولوكست-النكبة، كما يطرحه أورون، ليس له علاقة بالصرامة البحثية، فيما يخص نكبة شعبنا، والتي تعود جذورها، قبل وقوع الهولوكوست المدان.
يستطيع أورون، من مكانه كإسرائيلي-صهيوني، الحديث بدون خجل عن تفاصيل المذابح، وتستطيع دولة الاحتلال، استيعاب ذلك، ولكن لماذا لم يتمكن المنكوبون، حتى الان، من تقديم روايات تفصيلية عما حدث؟ طبعا بعيدا عن ما نشر هنا وهناك من تقارير صحافية أو كتب غير مهنية؟
لماذا واجه أجدادنا، ما حدث بالصمت، والتكتم؟ لماذا لم يتحدثوا؟ وإن تحدثوا، اخبرونا أنصاف حقائق..!

وبعد 68 عاما من النكبة المستمرة، هل بُنى التجمعات الفلسطينية، والجامعات، ومراكز الأبحاث (إن وجدت) بهذه الهشاشة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق