أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 13 أبريل 2016

عودة الصوفي إلى موسم النبي موسى





ليس مثل الشيخ زهير عبد المنّان، قدرة على اجتذاب رواد موسم النبي موسى، الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، بكرنفال لفرق الكشافة، والفرق الصوفية، وفرقة المولوية التركية.
يشارك الشيخ، الذي تعدى عمره الستين عامًا، في الموسم، للعام الثاني على التوالي، يأتي إليه من بلدته قَلَنسَوة المحتلة عام 1948، مرتديا زيا صوفيا، يبدو مبالغا فيه، يطغى عليه اللون الأخضر.
يمكن رؤية عبد المنّان، المحاط بالمحبين، وهو يقرأ بصبر آيات قرآنية، واضعا يده على رأس أحدهم في صحن المقام، ومتحملا تعليقات من صبية يتابعون ما يجري، ويمكن رؤيته مسرعًا إلى حلقات الذكر داخل مسجد النبي موسى، منضما إلى زملائه من الصوفيين، الذين أتوا من مختلف المناطق، ويعتبر موسم النبي موسى بالنسبة لهم فسحة لإظهار أنفسهم في المقام الواقع في برية القدس، وسط اعتراف رسمي، أو شبه رسمي بهم، وجمهور متسامح ومؤيد بمعظمه، لما يقدمونه على وقع الطبول، والصنوج النحاسية.
انضم عبد المنّان، الذي يتحرك منتصب القامة، إلى الحركة الصوفية في عام 1989م، متبعا الطريقة البدوية، نسبة إلى القطب الصوفي السيّد البدوي، وهي طريقة لها تراث في فلسطين، ومن المواقع المنسوبة إليها، زيتونة البدوي، في قرية الولجة، جنوب القدس، والتي تعتبر أقدم شجرة زيتون في العالم، وقدر عمرها بنحو 3500 سنة.
ولا يبدو عبد المنّان، متعصبا للطريقة البدوية، فيستدرك عندما يقدم نفسه، بأنه من الطريقة البدوية، بأنه أيضا أخذ عن "الخمسة" ويقصد أقطاب الصوفية، بالإضافة إلى السيد البدوي: الرفاعي، وعبد القادر، والدسوقي، وسعد الدين.
يعمل عبد المنّان، مقاول عمال، ويظهر في الزوايا، والمناسبات الصوفية، مشيرا، إلى ان عدد أتباع الطرق الصوفية في فلسطين يعد بالآلاف، وتوجد عدة زوايا في قرى ومدن الأراضي المحتلة عام 1948، مثل: قَلَنسَوة، والناصرة، وكفر مندا، والطيرة وغيرها، ويسعد هذا "النهوض" الصوفي عبد المنّان، الذي يدافع عن الطرق الصوفية، وأتباعها في وجه الانتقادات.
وقال زميل له: "يقولون بأننا مجانين، نعم نحن مجانين، ولكننا لسنا ارهابين" في إشارة إلى الانتقادات التي توجه للصوفيين، من بعض تيارات الإسلام السياسي.
يؤكد بعد المنّان، على سلمية الجماعات الصوفية، وعدم عدائية أتباعها، قائلا: "الصوفية من الصفاء، صفاء القلوب، والتسامح".
*ولكننا نعلم انها من الصوف؟
أجاب عبد المنّان:
-نعم وهي أيضا من الصوف..!
خلال وجوده في مقام النبي موسى، يمكن رؤية نساء يلجأن إلى عبد المنّان، طالبات المساعدة في حل مشاكلهن الصحية، والنفسية. يسأل عبد المنّان عن المشكلة، ويضع شاله الأخضر على الجزء الذي تشكي منه المرأة، ثم يقرأ آيات قرآنية.
وردا على سؤال، قال عبد المنّان، بان الكثير من اليهود الشرقيين، يلجأوون إليه للعلاج، من السحر، والإصابة بالعين، وهو ما يفعله راضيا، لوجه الله تعالي، كما يقول.
بعد العصر، تقدم شاب أنيق، من عبد المنّان، وطلب منه إجراء عملية طهور لطفله، الذي جلبه إلى المقام، تبركا، فاعتذر الشيخ، بأنه لا يعرف كيف يختن الأطفال.

عاد عبد المنّان، في نهاية اليوم، إلى قَلَنسَوة، محملا بذكريات لا تنسى، عن أهم موسم لظهور صوفية فلسطين، كما يقول، وكان فيه نجما، لم يستطع أي من الشيوخ منازعته على مكانته في قلوب المعجبين والمعجبات، ممنيا النفس للعودة في الموسم المقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق