أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 فبراير 2016

الاستشراق معكوسا..!


تُعتبر فسيفساء كنيسة المهد في بيت لحم، مثل فسيفساء قبة الصخرة في القدس، من الأسرار المعلنة، في عالمي الآثار، والتاريخ، والاكتشاف، ورغم ان اللوحات الفسيفسائية، التي تغطي جدران الكنيسة، والقبة، حظيتا باهتمام المستكشفين الأجانب في النصف الأوّل من القرن العشرين، وتم توثيقهما، إلا انها بقيت أسرارا. يدخل الزوّار إلى المكانيين، ويدخل المصلون، المسيحيون (المهد)، والمسلمون (القبة) ويخرجون دون ان يروها، رغم انها جداريات فسيفسائية تزغلل الأنظار..!
قبل أكثر من سنة، تجري شركة ايطالية، عملية ترميم للفسيفساء في كنيسة المهد، بعد ان أنهت بنجاح المرحلة الأولى من ترميم الكنيسة، وتعد الـ"بى بى سى"، تقريرا "تكشف" فيه ما "كشفه" الخبراء، من أيقونات تاريخية وصفوها بالكنز الأثري الثمين، داخل الكنيسة. منقوشة بالذهب والفضة وتحكى تاريخ الكنيسة والآباء الأوائل.

السلطات المحلية تبتهج وتبشر مواطنيها بالاكتشاف الجديد، وتعلن في بيان: "ويحظى الاكتشاف الأخير باهتمام رسمي فلسطيني كبير لما للكنيسة من مكانة هامة دينية وتاريخية بالنسبة للفلسطينيين والمسيحيين في العالم".
البي بي سي تكذب، بشأن الاكتشاف الجديد، والفضيلة الوحيدة للتقرير، انه أفاق المسؤولين المحليين من سباتهم، ليصدروا المانفستو الثوري..!
والصحف المحلية، التي تفتقد لمحررين مختصين، ستبتهج هي الاخرى، ببيانات العلاقات العامة عن "الكشف" المذهل..!
الأمر يذكر بالضجة التي أثيرت قبل سنوات عن "اكتشاف" لوحات لجبرا ابراهيم جبرا..!
انه الاستغراب (الاستشراق معكوسا)، انها عقدة "كل فرنجي برنجي"..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق