أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 4 فبراير 2016

رجل الحوار..!

رحل الدكتور جريس سعد خوري، بأكثر الطرق التي تناسب سخريته الصامتة. سقط أمس، في ساحة الفاتيكان، وهو يستعد لمقابلة البابا، ضمن وفد فلسطيني إسلامي-مسيحي.
بزغ نجم خوري، في الانتفاضة الأولى، عندما عبر عن مشاغله فيما يخص الدور المسيحي الفلسطيني، من خلال كتاب أصدره عن (انتفاضة الأرضّ وانتفاضة السماء). واظن ان مثل هذه المشاغل، فرضت حضورها، مع تحدي بزوغ تيار الاسلام السياسي بقوة في تلك الفترة.
طوّر خوري مشروعه، فأسس مركز اللقاء، وندواته الدورية، والتي استمرت، مع المؤتمرات السنوية، عن التراث الإسلامي-المسيحي في الأرضّ المقدّسة.
جهود خوري المبادر، ورفاقه، لم تثمر مدرسة، أو مدارس، تقدم رؤى خلاقة، وجريئة، لأسئلة الهوية، والتراث الإسلامي-المسيحي في الأرضّ المقدّسة، وإنما تجمعا توفيقيا، وخسرنا بذلك فرصة مهمة، بسبب سياسة المجاملات، التي تناسب مجتمعا اكتشفنا، بعد اتفاق أوسلو، انه في دوّر التراجع.
خوري، أيضا نشط في السياسة، والهموم المحلية، فأصبح رئيسا بالتناوب، لمجلس بلدي (فسوطة) في الأراضي المحتلة عام 1948.
تميز خوري، بحس معرفي ساخر، ونفس توحيدي، وجهد أكاديمي، وتواضع، وبساطة، تناسب فلاح من فسوطة، لم تغيره كثيرا، عشرات المدن، التي دبّ عليها. لم يكن استهلاكيا، ولا متعاليا، ولا متفاصحا..!
في بداية تسعينات القرن الماضي، قدم خوري، لحضور الندوة الدورية لمركز اللقاء، والتي تشبه الصالون الثقافي، وكنت من بينهم، كاهنا شابا يبدو عليه الخجل، اسمه عطا الله حنا، الذي فاقت شهرته، بكثير شهرة خوري، بسب خطابيته، وشعبويته.

عندما سقط خوري على أرض الفاتيكان فجأة، كان بجانبه، شيخ مسلم، والمطران عطا الله حنا، مصدوما، وآسفا..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق