أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 1 فبراير 2016

احكِ القصة..!

يحكي جاك أوكونيل، مدير محطة المخابرات الأميركية في العاصمة الأردنية عمّان، ولاحقا مستشار العاهل الأردني، القصة التي أراد الملك حسين بن طلال، روايتها-كما يقول.
كتابه (مستشار الملك - مذكرات عن الحرب والتجسس والدبلوماسية في الشرق الأوسط) فيه أسرار، وتاريخ، وشخوص، وتشخيص، وأدوار، ورغم جهل الناس، بالتفاصيل، التي ذكرها أوكونيل، إلا ان آباءنا، الذين عاصروا تلك المراحل، كانوا بفطرتهم، يعلمون ما يجري خلف الكواليس. لان نتائجها عرفوها على أرضهم وأجسادهم، ومستقبلهم.
أوكونيل، يحكي قصته، وربما قصة الملك حسين، ولكن هل يحكي قصتنا؟ ومن أية زاوية، روى القصة..!
في زنازين معتقل المسكوبية، يطلب المحقق عادة، وبإلحاح، بين وجبات التعذيب، من السجين:
-احكِ القصة..!
أية قصة سيحيكها سجين، لمحقق محتل..!
ولاحقا، أية قصة، سيحكيها المحقق، عن السجين..!
للإسرائيليين، قصتهم، وللبيزنطيين، وللأيوبيين، والفاطميين، والعثمانيين، والمماليك، والسلاجقة، والملوك، والخلفاء، قصصهم‏..!
وكل هذه القصص، تركت أجيال، لا تعد، من نخب مثقفة، مستلبة لرواية المنتصر..حتى أضحت نخبنا، تروج تلك الرواية، وأعداد لا تحصى من أحفاد أصحاب الرواية المغيبة، يقدمون حيواتهم، قرابين، من أجل استمرار رواية المنتصرين الأوغاد..!
ولكن أين قصتنا؟ من لا يحكي قصته، سيحتلها غيره، وسيبحث عن تفاصيلها لدى محتل القصة، كما هو الحال، في جزئية كتاب مستشار الملك..!

صحتين للشطّار..ولا عزاء..للجهل الذين يعجز القلم عن وصفه..!

هناك تعليق واحد: