أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 31 يناير 2016

المقدّس والملوث..!


جرى تاريخ، وأديان، وأساطير، وسياسة، ودماء، ورسالات، ورُسُل، في نهر الأردن، أكثر مما جرى فيه من مياه..!‏
تنزل الروسيّات إلى النهر، يغطسن، تاركات الشعور بالبرد، للمتفرجين والمتفرجات من المحليين، والمحليات..!
تخرج المتعمدة بماء النهر المقدس، بذخيرتها من مياه، في زجاجة، أو أكثر، والثوّب الأبيض، الذي سيرافقها حتى نهاية الرحلة، فتلتف به..!
يقول صبيّ عربي، لأمه، التي تتحسس خطواتها، في النهر، تجس الماء، قبل أن تحاول، تعبئة زجاجة:
-الماء ملوث..!
ويشتم، ساخطا،..، قد تكون أسطورته تكوّنت في هذه البقعة..!
الماء ملوث، ليس بتراب الأرضّ، الذي يعطي للنهر لونه، ولكن بفضلات العرب، واليهود (المستعمرون)..!
ترد الأم:
-ولكنه مُقَدّس..!
يخرج المقدّس من الملوث، والملوث من المقدّس. قُديسون، وخطاة، وفاتحون، وأفاقون، وأنبياء، وملوك، وأباطرة، ومتبتلون، ونُساك، ومعربدون، وصادقون، وكذبة...!
 هكذا هي الدنيا في قاع العالم..!

هكذا كانت، وهكذا هي، ما دامت المياه المقدسة، والملوثة، تجري في نهر الشريعة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق