أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 27 ديسمبر 2015

يافا: مدينة الأساطير التي تهزم الغزاة..!










على تل يافا، راكم الفلسطينيون، على مدى الاف الأعوام حضارات مختلفة، وسط صراعات لم تهدأ مع القوى الإقليمية، والتي لم تتوقف حتى الان، ومع ذلك فان المدينة الساحلية، عروس البحر الأبيض المتوسط، ما تزال تزداد بهاءا.

على التل المقابل للبحر، بُنيت يافا الكنعانية منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد في العصر البرونزي، لتصبح واحدة من أهم المدن الساحلية في المتوسط، وبالرغم من صغر المدينة إلا ان انشاء الميناء بالقرب من المياه الحلوة والأراضي الزراعية، والممر السهل نوعا ما إلى وسط البلاد، حوّل المكان إلى محطة ممتازة على طول الطرق البحرية والتجارية بين مصر، ولبنان، وقبرص، ولنقطة استراتيجية.

وبسبب هذه الموقع الاستراتيجي، لم يهنأ الفلسطينيون القدماء كثيرا بمدينتهم، التي تعرضت للاحتلال المصري، مئات السنوات، وعاش الكنعانيون تحت حكم الفراعنة من منتصف القرن السادس عشر حتى منتصف القرن 12 قبل الميلاد،

من اللقى التي عثر عليها في التل، خاتم جعران تخليدي يرجع إلى زمن الفرعون امنحوتب الثالث (القرن الرابع عشر قبل الميلاد)، ولكن أبرز الآثار التي عُثر عليها في التل هي البوابة المصرية.

رمسيس مرّ من هنا

البوابة المصرية، هي عبارة عن بوابة ضخمة، عُثر عليها في تل يافا، وحسب الاثاريين فانها تعود إلى فترة حكم الفرعون رمسيس الثاني (القرن ال 13 قبل الميلاد)، وتدل على ان يافا كانت مركزا حكوميا مصريا، سكنت فيه الحاميات العسكرية بشكل ثابت في تلك الفترة.

تمدح النقوش على البوابة المهيبة، رمسيس الثاني، وتعدد مزاياه، وهذه البوابة ليست البوابة المصرية الوحيدة التي عُثر عليها في التل، فقد تم العثور على بوابة اقدم منها تحتها، من الممكن انها دمرت خلال احتلال يافا على يد الفرعون تحتمس.

تعتبر التحصينات الدفاعية المصرية البقايا الأبرز والأهم في التل، والتي استمرت ما بين (1460-1100 ق.م) عندما كانت أرض كنعان تحت سيطرة المملكة المصرية الحديثة، ويظهر ذلك من خلال اعادة بناء اطار الباب الذي تم زخرفته بالهيروغوليفيات المصرية، وظهر عليه اسم الفرعون رمسيس الثاني. تم الكشف عام 2013 في التل عن بقايا دعامات الصدر المستخدمة في بناء البوابة والتي تم استيرادها من لبنان.

معبد الأسد

نقبت سلطات الاحتلال، في التل، بين عامي 1955-1974، واستأنفت التنقيب بين عامي 1990-1999، وقدمت اللقى التي عثر عليها، صورة اوضح عن يافا خلال العصر البرونزي المتوسط والأخير (حوالي 1900-1999 ق م) والعصر الحديدي (1200-586 ق م).

من بين المكتشفات، ما سمي معبد الأسد، واتخذ اسمه من جمجمة اللبؤة التي عثر عليها في المكان، والتي كانت على ما يبدو جزء من طقوس دينية في العصر الكنعاني ومن المذبح الذي استخدم في طقوس الالهة الكنعانية عشتار، التي اعتادت ركوب الأُسود. وعثر في المكان على جزء من تمثال افروديت الموازية الهيلينية لعشتار.

تربط روايات الرحالة، بعد مئات السنسن لاحقا، في يافا الهيلينية، الموقع، بطقوس اندروميدا ابنة ملك يافا. أصبحت يافا مدينة يونانية، بعد فتوحات الاسكندر الأكبر. في الميثولوجيا اليونانية، أندروميدا هي ابنة كيفاوس، ملك يافا، التي تباهت امها بانها اجمل من حوريات البحر، فغضب اله البحر بوسيدون، فأرسل وحشاـ لتدمير يافا، وفي محاولة لتهدئة الغضب، قيد الملك ابنته على الصخور البحرية، وقبل ان يتمكن الوحش من ايذاء اندروميدا، هبط البطل بيرسيوس من السماء على حصانه المجنح وأنقذها من الموت وتزوجها.

المخلفات التي تكشف عنها التنقيبات في يافا، تقدم صورة مفعمة بالسحر والأساطير، لمدينة ما زالت تزهو بانها عروس البحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق