أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

مانيفستو الحاج زياد..!





عندما تحرك مخيم جباليا، في بداية، ما سيعرف بالانتفاضة الأولى (الحجارة، الكبرى)، اجتمعت قيادة المنظمة التي تمثل الشعب الفلسطيني، في مقرها بتونس العاصمة. أحد شواغل القيادة، كان دائمًا، اطمئنانها، على انها ما زالت تمسك الخيوط في الأرض المحتلة، وقادرة على تحريكها.

عضو القيادة محمود عبّاس (أبو مازن)، المنظر والأكاديمي، وصاحب الرؤى الاستشرافية، توقع ان يكون ما حدث هبّة، قد تستمر من شهرين إلى ثلاثة. أبو عمّار، خرج، بعد بيان القيادة الموحدة للانتفاضة، الذي بادر إليه محمد اللبدي، صانع الأمجاد الجماهيرية والنقابية للجبهة الديمقراطية في الأرض المحتلة، إلى الإعلام، ليقول وهو يبتسم، بان البيان رقم 70 في جيبي..!

سيثور دائما نقاش، حول استثمار القيادة، والتي تعني هنا تحديدًا أبو عمّار، للانتفاضة. أبو مازن تدرج في مناصبه القيادية ليصبح قائدا للمنظمة، وللسلطة، ومقيما في الأرض التي ما زالت محتلة. حسم أمر ما يجري، على الأقل في هذه المرحلة، قائلا في خطاب علني (28-10-2015) بانها "الهبة الغاضبة".

الأمر، قد لا يكون كذلك بالنسبة، للحاج زياد أبو هليل، الذي برز كأحد رموز الهبة/الانتفاضة، آتيا من خلفية العشائر في جبال القيسيين.

أعلنها أبو هليل: "انتفاضة الأقصى، والغضب، وثورة التحدي، ثورة الوحدة، والنصر، والتحرير، ثورة النضال، ثورة انهاء الانقسام، وانتفاضة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية"-لقاء مع قناة الجزيرة 11-10-2015.

اكتسب أبو هليل، شعبيته، من دوره الميداني، واستعداده لمواجهة الجنود بدون خوف. "بِهمش" التي قالها أبو هليل، لجندي الاحتلال في باب الزاوية بالخليل، أضحت كلمة "السر" السحرية، لما يثير نقاشًا، إذا كانت هبة أو انتفاضة..!

غنى المغنون، بِهمش، وغرد المغردون بِهمش، والمناكفون مش بِهمش، وبِهم. ولكن أبو هليل، خطا خطوة إلى الأمام، وأراد ان يؤدلج الأمر، فقال بان بِهمش، لم تكن تلك الكلمة العابرة التي يتصورها البعض، بل انها خرجت: "من فوهة البنادق".

وعلى غرار البيانات، ولكن التي تناسب المرحلة قال (لقاء مع مراسلة قناة رؤيا نبال فرسخ): الكلمة من أربعة حروف، وتبين لنا بان كل حرف من حروف الكلمة السحرية، هي أيضا سحرية:

الباء: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.

الهاء: الهزيمة، والهوان، والذل، والعار، والخزي لبني صهيون.

الميم: مقاومين، صامدين، ثابتين، لن نرحل عن هذه الأرض.

الشين: الشموخ، والشهرة، والعزة لشهدائنا الأبرار.

لم يعد أحد يتذكر محمد اللبدي، المبادر، صاحب الفضل في البيان الأوّل للانتفاضة الأولى، وقد لا يذكر أحد الحاج أبو هليل، إذا تطورت الأمور، وجُيرت تضحيات أولاد فلسطين، كما حدث في عدد لا يعد من الانتفاضات خلال أكثر من قرن.

**

الصورة من بيت لحم/مطعم أبو العدس.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق