أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 25 أكتوبر 2015

صبرًا آل حرّب..!



عندما تترى أخبار الاعتداء على الأقصى، أو حتى قبل ان تترى، كان أولاد حرّب ينفرون، في زمنٍ خلا من دعاة النفور والنفير، للدفاع عنه، ويصلون مبكرًا، حتى عندما يركبون حافلات بيت لحم-القدس الهرمة. لعل بعضها من بقايا احتلال الامبراطورية التي غابت عنها الشمس.

بدا في تلك الأوقات العصيبة، التي ورثها أولاد حرّب عن هزيمة الجيوش الرجعية، والأنظمة التقدمية، ان الأمتين العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، وعامة المسلمين، بعد ما وصف بانه هزيمة، أو بيع، أو تسليم، تركوا لأولاد حرّب المسيحيين، المهمة الأعظم، والأخطر، الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى.

عند باب العمود، يفطن آل حرّب، ان عليهم، شراء كوفيات، لارتدائها، في محاولة، للضحك على جنود الاحتلال، على بوابات الاقصى، لتكبير أعمارهم-قبل عامين أو أكثر، سألني عيسى حرّب، ونحن نجلس ليلا، على رصيف شارع في منطقة السينما، نتابع أخبار عدوان على غزة: هل تذكر تلك الأيّام؟

أولاد حرّب، في الواقع، كانوا مثل بعض أولاد بيت لحم الآخرين، الذين لم تتمكن مباهج "الاحتلال الليبرالي"، الذي خطا على جثة الأحكام العرفية العربية، والقتل، والسجن، والقمع، من احتوائهم، وطوروا موقفا نقديا من الأنظمة الخانعة، والمستسلمة، والخائنة، حلموا بوطنٍ، تبين لاحقا، بانه ليس أكثر من وطن الحلم.

في جغرافية أوسلو الجديدة، ارتفع بين منزل آل حرّب، والقدس، جدار، وفي اعادة تعريف الهوية الجيوتاريخسياسية-دينية، أصبحوا، خارج التعريف المحكم، والتبشير، مِن قبل مَن لا ذمة لهم، بان القدس ستكون عاصمة الخلافة، التي لن يكون لاولاد حرّب، باعتبارهم، أهل ذمة، دورا فيها.

منزل آل حرّب، أقرب المنازل إلى خط التماس (قبة راحيل)، بين بيت لحم والقدس. الدخول والخروج إلى ومن المنزل، هو في الواقع،من المهام الانتفاضية الصعبة.

يجد آل حرّب صعوبة، في التعايش مع الغاز المدمع المستمر، وروائح قنابل المياه العادمة، وغيرها من أسلحة الاحتلال الفتاكة، وأخيرا (وليس اخرا)، احتراق احدى غرف المنزل الصامد على خط التماس الجديد.

لا أحد ينفر إلى منزل آل حرّب، إلَّا آل حرّب أنفسهم، مراكمين خبرات في النفير العام والخاص..!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق