أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

فتيات (البنانير)..!


تجمع ثلاث فتيات الجْلُول أو البنانير، ليس ليلعبن بها مع بشائر موسم الأمطار، كما كن يفعلن في سنوات ماضية، ولكن لأسباب أخرى، مع بشائر ما يعتقد البعض انها انتفاضة جديدة، اكتشفن فيها استخدامات أخرى للعبة الشتاء المفضلة لدى أطفال فلسطين.

الفتيات شعرن بالحماسة، عندما عرفن، انه يمكن ان يكون لهن دور، في المواجهات اليومية، التي يشهدها خط التماس مع قوات الاحتلال، قرب قبة راحيل شمال بيت لحم، والتي يضطلع بها، فتية صغار السن.
تغطي الفتيات الثلاث، رؤوسهن بالحطّات المرقطة بالأبيض والأسود، إحداهن، اضافت شالاً صغيرًا، بالوان العلم الفلسطيني، وأخرى، ارتدت حطة إضافية على شكل شال غطى كتفيها، عليه تطريز فلسطيني.
تسير الفتيات معا، يقطعن بين أقرب نقطة مواجهة مع جنود الاحتلال، حيث يرابط فتية الخطوط الأمامية، وأقرب دكان يمكن أن يشترن منه ما يلزمهن من البنانير.
تقطع الفتيات ببطء المسافة التي تقدر بنصف كلم، بين النقطتين: خط المواجهة الأوّل، ونقطة المداد،  وفي كل مرة تحمل كل واحدة منهن، فقط مجموعة من البنانير ملفوفة بكيس، وعندما يوصلن الامداد إلى الخطوط الأمامية، لفتية المقاليع، لاستخدامها، ضد قوات الاحتلال، يعدن ليجلبن "حمولة" أخرى بقروشهن القليلة، نتاج توفير مصروفهن اليومي.
لا تشتري الفتيات، في كل مرة، كمية كبيرة من البنانير، بسبب نقص السيولة المالية لديهن، ولكن يبدو انه في كل مرة، يتم التغلب على الأزمة المالية، بعد أن يسرف الشبان في اطلاق كرات البنانير الزجاجية، على الجنود المدججين بالأسلحة الحديثة، وقنابل الغاز المدمع، ورصاص الدُمدم، والتوتو، وقنابل الصوت وغيرها.
بعد أن تتدبر الفتيات أمورهن، يعدن من جديد لجلب كمية صغيرة من الذخيرة، وهكذا يفعلن طوال ساعات، خلال المواجهات التي تبدأ عادة في ساعات الصباح وتستمر أحيانا، إلى منتصف الليل.
قالت إحدى الفتيات التي لم تفضل الكشف عن هويتها: "كنّا نلعب لعبة الجلول، في الشوارع أمام منازلنا، في حاراتنا وأزقتنا، نجهد لرمي الكرات الزجاجية في الحفر الطينية، ونستكشف براعتنا في تحقيق النجاح، وإحراز نتيجة اللعبة، وما نفعله الان لا يختلف كثيرا عن ما كنّا نفعله، نحن في الشوارع، نجمع الكُرات الزجاجية، التي تحتاج براعة، من أكثر اللاعبين احترافا، لتصويبها، إلى عيون جنود الاحتلال، التي تشبه الحفر. نريد ان نحرز أكثر النتائج ابهارا، لذا فان من يقذف الكرات، هم من نثق بهم أكثر من كل اللاعبين السياسيين المضجرين. لم تنتج لعبهم سوى الضجيج الذي يصم الآذان".
قالت أخرى: "قررنا ان نعلب نحن لعبتنا، ولا نريد أن يلعبها أحد بدلاً منا، أو باسمنا".
وتعتبر لعبة الجلول، أو البنانير، إحدى أكثر ألعاب الأطفال شعبية في فصل الشتاء في فلسطين، ولم تفقد أهميتها، مع تدفق الألعاب الإلكترونية، وتوفر خيارات واسعة للأطفال لممارسة الألعاب عبر الشبكة العنكبوتية، وأجهزة الحاسوب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق