أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 31 أكتوبر 2015

الشهيد الرضيع







































 

بدت حمّالة الموتى، كبيرة على جسده الصغير، ولن تمكنه أشهره الثمانية، التي عاشها في دنيانا، من مراكمة ذكريات، أو قدرة لتحسس ما يعنيه انتظار حرس الشرف لجثمانه الصغير، لدى اخراجه من ثلاجة الموتى في مستشفى بيت جالا، حيث أمضى ليلته الأخيرة في دنيانا.

فلسطين الجزائرية..!





في خمسينات القرن العشرين، كان يُمكن رؤية لاجيء فلسطيني، يبيع إسواره زوجته، التي نجت من البيع، لصالح مجهود اللجوء الطويل، تبرعا لثورة المليون شهيد. والاستماع إلى التلاميذ الفلسطينيين، ينشدون، أناشيد الثورة الجزائرية.

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

لا بحرَ في بيت لحم..!

لبيت لحم "التاريخية"، بحران. بحرٌ اسمه البحْرة، وهو الأقرب، وبحرٌ، اسمه بحر يافا، وهو ليس الأبعد..!

البحْرة، هو، بالنسبة لناسنا، اسم البحر الذي لا يموت، كثير الأسماء، الذي يجترح العرب والعجم اسماءًا له، يُسميه اليهود البحر المالح، وهذه ليست إلَّا واحدة مِن تسميات أُطلقت على هذا البحر الفريد، الذي مِن الصعب أن تكون النظرة إليه محايدة، يُسمى أَيضًا بحر الملح، كما جاء في العهد القديم، والذي ورد أَيضًا فيه، بتسميات مختلفة: عُمق السديم، وبحر العَرَبة، والبعض يطلق عليه (بحر الإسفلت)، بسبب قِطع الإسفلت التي تطفو على سطحه ويمكن رؤيتها في بعض أجزائه. ويُسمى أَيضًا (بحيرة زُغَرُ) نسبة إلى واحة نخيل وقعت جنوبه واسمها (زُغَرُ)، وزُغَرُ هي ابنة سيّدنا لوط، ولأهمية الواحات في ثقافة العرب، فإنهم رأوا هذا البحر من خلال تلك الواحة، التي ذُكرت في حديث الجسّاسة التي تتجسس الأخبار للمسيح الدجّال، الذي قابله سيّدنا تميم الداري، وحدثه عنّ اشراط الساعة وسأله عنّ عين زُغَرُ. وما زال هذا الحديث، الذي يتميز بذكر أسماء مواقع فلسطينية عديدة، مثار حديث حتى يوم النّاس هذا.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

المفاجيء..!


منفذ عملية الباص، في القدس الغربية، يوم 13-10-2015م، فاجأ مَنْ عرفوا هذا الفنان، المبادر، المثقف، أحد منظمي أطول سلسلة قراءة حول أسوار القدس، التي دخل بها موسوعة جينيس.

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

مواجهة العدو بعَلَمِه..!









يتقدم الصفوف الأولى في مواجهات قبة راحيل، يرفع علمًا، وضعه على سارية بطول نحو أربعة أمتار، لَيّنة، لا تنكسر، تتطَوّح مع الحركة السريعة، دون ان يُنتزع العَلَمّ منها، مُناسِبة للكرّ والفرّ.

عندما يطلق جنود الاحتلال الغاز المدمع بكثافة، لا ينشغل بإمساك قنابلها الحارة، وإعادة قذفها على الجنود، ولكنه يتوارى، يهرب، ثم يتقدم، بعد زوال تأثير الغاز نسبيا، بتؤدة، ويتشجع أكثر ليواصل التقدم، ولكنه لا يترك العَلَمّ، الذي لا يكف عن التلويح به.

وعندما يطلق الجنود الرصاص الحيّ، يتقافز، يركض، يهرب، دون أن يترك العَلَمّ، وعندما ينهمر على المنتفضين الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، لا ينشغل بالتقاط الكرات، لإعادة استخدامها، غذاءا للمقاليع، والتي يعتبرها المنتفضون غنائم حرب يُحسنون اعادة استخدامها، وإنما يتمسك أكثر بالعَلَمّ الذي يبلى مع مرور الوقت.

قد يكون هذا عاديًا، بالنسبة لمنتفض فلسطيني، اكتسب العَلَمّ الوطني بالنسبة إليه، أكثر المعاني رمزية، وحاز على إرث، راكمته دماء جرحى، وشهداء ارتقوا وهم يحملون الأعلام، أو رفضوا إنزالها عن أعمدة الكهرباء، أو محْو رسومها عن الجدران.

ولكن العَلَمّ الذي يتشبث به المنتفض هو عَلَمّ العدوّ الذي لا تفصل بينه وبين جنوده إلّا بضعة أمتار.

اتخذ المنتفض العَلَمّ الإسرائيليّ، كإدة انتفاضية في وجه جنود الجيش الذي يصف نفسه بانه لا يقهر، فأراد، كما يقول زميل له قهرهم بعلَمِهم. وعلى بعد أمتار منهم، متحديا ترسانة أسلحتهم.

يلوح المنتفض المقنع، بالعَلَمّ، بشكل ساخر، يمرغه بالأرض، يضع قدمه عليه، وبعد فترة تحدث ثقوب في العَلَمّ، ولكن المنتفض لا يتركه.

يثير العَلَمّ الإسرائيليّ، بيديّ المنتفض، اهتمام رفاقه المنتفضين، يقول أحدهم، بان رفع زميله لعَلَمّ العدو، يحمل كل المعاني المعاكسة، لرفع العَلَمّ الفلسطينيّ، مِن فخرٍ، وزهو.

يقول: "هو رسالة تحدي، للجنود، بأننا نمرغ رمزهم، على مرأى منهم، نستطيع ان نفعل به ما نريد، ولنرى ماذا يمكن أن يفعلوا، في وجه فتية غير مسلحين".

يرى آخر، بان التلويح بالعَلَمّ ذو اللونين الأزرق والأبيض، محاكاة لمصارع الثيران، الذي يهيج ويتحدى الثور باللون الأحمر.
يؤكد ثالث: "هم ثيران جامحة بأسلحة حديثة، ونحن نبتكر أسلحتنا، حيلة صاحب الحق، مقابل صاحب القوة. صاحب الحق يدوم بحقه، والمرتكز على القوة، ينتهي بفقدها الحتميّ".