أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 27 سبتمبر 2015

عندما انتصرت فرنسا بالثقافة..!



أثرت "التجربة الباريسية"، في كثير من الكُتّاب، من رفاعة الطهطاوي، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وجورج اورويل، وهنري ميلر، وسهيل ادريس، إلى صموئيل شمعون، ورجاء نعمة. هناك من فضل عيش التجربة الباريسية على كتابتها (البرت قصيري).

الكاتبة والموسيقية الايرانية شوشا جوبي، تقدم في كتابها (فتاة في باريس) صورة نابضة بالحياة، للعاصمة الفرنسية، خلال عقد الستينات، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي عاشتها فرنسا، بعد الاحتلال النازي.

تقدم شوشا، في الكتاب (الترجمة بتوقيع المترجمة المرموقة هالة صلاح الدين)، نقدا، لا هوادة فيه، لشخصيات أدبية فرنسية لها حضور عالمي مثل اراجون، وسارتر، وروس مثل ايليا اهرنبورغ، وتتهمهم بالانسياق للشيوعية الستالينية، رغم قمع ثورة المجر عام ١٩٥٧، وتقرير خروتشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الذي كشف فيه عن فظائع ستالين.

وتنحاز لالبير كامو، الذي ترى بانه: "مَثّل حالة مزدوجة صوفية، ولكنها وقفت دوما إلى جانب الحياة والبهجة. لم يستطع ان يصادق على فلسفة تقول ان المرء لا بد ان يضحي بالمباديء الاخلاقية إلى ان تنبعث في مستقبل أفضل".

هذا السؤال الاخلاقي في غاية الاهمية، يفضح المثقفين الذين وقفوا وما زالوا مع الدكتاتوريات في شرقنا، بحجة انها أفضل من غيرها. استبداد وقتل أفضل من استبداد وقتل..!!

وتعلو من مكانة منطقة سان جيرمان، قلب الثقافة الباريسي في فترة عيش المؤلفة في باريس: " كان مكانا عقليا أكثر من كونه مجرد منطقة جغرافية، لانه رمز إلى انتصار روح فرنسا عقب الانهيار في أرض المعركة. صوبت ألمانيا بنادقها إلى الثقافة وخسرت، لقد استخدمت فرنسا الثقافة سلاحا وانتصرت فمحت خزي الهزيمة العسكرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق