أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

الإنجيل الإسلامي..!!


 
يُشكّل كتاب الأكاديمي الفلسطيني طريف الخالدي (الإنجيل برواية المسلمين)، نموذجا لما يمكن أن تكون عليه مناهج البحث الأكاديمي، المفتقدة في جل الجامعات العربية والفلسطينية.

تتبع الخالدي في كتابه (دار الجمل-2015) أقوال وأخبار وقصص وأحاديث السيّد المسيح في الموروث الإسلامي (خارج القرآن الكريم)، ليقدم لنا ما يسميه (الإنجيل الإسلامي)، مع شرح يكشف عن اطلاع وصرامة أكاديمية.

الدكتور إدوارد سعيد علق على الكتاب الذي صدر أولاً بالإنجليزية: "إنه عمل مُبدع مُشرق يسعى فيه المؤلف إلى ايضاح كيف تبنى دين عالمي الشخصية المحورية في دين آخر. وهو كتاب تسهل قراءته، ويرحب به كل من يعتقد ان نظرية صراع الحضارات ما هي إلا نظرية باطلة يدحضها التاريخ".

ما لاحظته في الإنجيل الإسلامي:

*ثمة تشابه، في مواقف وصفات، بين "المسيح الإسلامي" وشخصية الخضر الأخضر في الموروث الإسلامي.

*خلو الإنجيل الإسلامي، مما يمكن تسميته الحضور اليهودي، باستثناء (مع كثير من التجاوز) حكاية إسحق الإسرائيلي، بعكس الحال فيما يتعلق بالحكايات الشعبية الفلسطينية عن السيّد المسيح والسيّدة العذراء، والتي تتميز بارتباطها بأمكنة معينة، ويظهر فيه اليهود كقتلة وغدّارين.

*التأكيد في الإنجيل الإسلامي، على إسلامية المسيح، بشكل لا يقبل الجدال، وهو ما يُشكّل ربما نوعا من الاستحواذ، الذي ربما، شكّل مع غيره، ما بُني عليه من فهم، للعلاقة مع الآخر غير المسلم، هل كان الأمر سيختلف لوّ ان دينا معينا، تبنى نبيا لدين آخر، دون فكرة الاستحواذ؟

الكتاب مهم، لتقديمه ميثولوجيه إسلامية، تهم المفكرين، والأدباء والقراء المهتمين، عن شخصية فلسطينية (بغض النظر عن تاريخيتها وأسطرتها، والخلاف حول طبيعتها)، يسميها أبو حامد الغزالي: نبيّ القلب،  لعبت دورا مهما في تاريخ البشرية.

**

الصورة: كنيسة الخضر في قرية نصف جبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق