أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 23 يوليو 2015

غضب الرعاة..!!


في تلك الايّام التي تبدو بعيدة جدًا الان، لم يكن اسمه مفرق آرارات. كان يمكن للواحد فينا أن "يُدلي" نفسه من بيت لحم، فيجد نفسه في مدينة الرعاة، التي كانت قلعة مقاومة متقدمة في مواجهة الاحتلال. وتوأما نضاليا لمخيم الدهيشة. ربما تحتاج تلك العلاقة، بين بيت ساحور والدهيشة، إلى تأريخ.

في ذلك اليوم، تجمع العشرات، عشرات العشرات، على المفرق، وكل منهم يعرف بانه سيدفع ثمنا غاليا، تحدوا حرس الحدود، وحدات الاحتلال الاكثر قمعا الذي دفعت بهم حكومة الاحتلال إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لقمع تصاعد الحراك النضالي، أحاط الشباب والشابات بمركبات كريم خلف، وبسام الشكعة، وزوجة المبعد فهد القواسمي.

في تلك الأيّام كان أعضاء الفصائل يتنافسون في تقديم الأفضل (طبعا لم تكن الأمور مثالية). في تلك الأيّام انبثقت قيادات محلية تمتعت بقدر مقبول ومعقول من المصداقية، وتبين انها مستعدة لدفع ثمن مواقفها.

من المفرق حتى النادي الأرثوذكسي، حيث استقبل الضيوف، تظاهرة وعرس وطني، في مسيرة بحث عن كيان يستوعب الهوية الفلسطينية التي تتبلور بالكفاح والدماء.

ما حدث في السنوات اللاحقة، والقضاء على القيادات المحلية الوطنية، له حديث آخر. تغنى الجميع ببيت ساحور، وعصيانها المدني، ورفضها دفع الضرائب، وأوّل غبن تعرضت له، اجبارها، بعد تأسيس السلطة، على دفع ما لم تدفعه للاحتلال.

في عام 2000، تمكن الرئيس الراحل عرفات، من حرب دفة الغضب الداخلي الذي تمثل بظواهر تشبه ما يحدث الان، نحو الاحتلال، فيما عرف بانتفاضة الاقصى، اكثر الانتفاضات دموية في تاريخ شعبنا. الان الغضب في كل مكان، يعبر عن نفسه باكثر الطرق تطرفا، فرح هستيري (حفلات التوجيهي) أو قتل همجي بدون سبب..!

ماذا عن يوم غد.. مَن يتوقع شكل غضب الرعاة، وكلنا رعاة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق