أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 1 يوليو 2015

وقواق باب العمود..!




 

في الجمعة الثانية من رمضان الموافقة لآخر جمعة في شهر حزيران 2015م لميلاد السيد المسيح، دخل خلق كُثر إلى القدس، التي وجد سيدنا، كل الوقت قبيل صعوده إلى السماء، على جبل الزيتون، ليهجو المدينة، قاتلة الأنبياء والمرسلين. مصعد سيدنا نفسه، تنازعته الطوائف والأديان والقوى الكبرى والصغرى.

اقتربت منه على درج باب العمود، إحدى درر المهندس سنان، جلست مثله على بقايا كرتونة. فتية يتناثرون على الدرج، وأصحاب البسطات الذين انتزعوا حقهم بالوجود في المكان خلال الشهر الفضيل، يستعدون بأمل  كبير لاستقبال الخارجين من القدس القديمة. حركة الشباب والفتية ازدادت، فريق منهم، جلَب السماعات، والميكروفونات، والأجهزة اللازمة، دون الافصاح عما يحضرونه من مفاجآت. وصل المهرج برجيله الخشبيتين، وزع البلالين على الأطفال، وهو يتابع آخر التجهيزات. بعد حل مشكلات تتعلق بقوة الكهرباء، ظهر أربعتهم بكامل أناقتهم، على الدرج، المسرح المرتجل. خرجت من أفواههم الأناشيد والمدائح النبوية، تتحلق في السماء، تحيطها حجارة باب العمود، بدفء غريب، آت من عصور سحيقة.

تخلل الأناشيد، أناشيد الحضور، الذين تعتعتهم أصوات المنشدين، للوطن، وبدا ان باب العمود، سيشهد يومًا تاريخيا، في عمره المديد بالهزائم والانتصارات الاستحواذية. فجأة ظهر بين الحشود الخارجة من باب العمود، مَنْ يرفع أعلام الوطن والفصائل، تقدموا إلى اقرب نقطة من بلابل باب العمود المنشدة في ليله الجميل، وبدأوا بهتاف حماسي، للوطن والفصائل، لم يتركوا فصيلا إلا وحيوه. لملم البلابل عدتهم، استعدادا للمغادرة، أيقنوا، كما الجمهور الارتجالي الجميل، ان التخريب هو هدف الهتّافين. لم يمض وقت طويل، حتى انفض الناس، وظهر المحتلون الذين قهرتهم الأناشيد وغادروا باب العمود، الذي منى النفس بصبّاحية نادرة، ولكن آخرين قرروا اجهاضها.

عتدما سألته، قال: هو الصراع المستمر، بين الصوت، والفعل، بين الوقواق، وعصفور الشمس..!!   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق