أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 28 يونيو 2015

مغالبة مجانين بيت لحم/أحمد الصيفي



قد أنهيتُ رواية مجانين بيت لحم بعد مغالبة دامَتْ أيامًا وأنا أحاولُ اقتناصَ الوقتِ كي أُكملَ قراءَتها، وأخيرًا فعلت:

أيُّها العَجنونُ أسامةُ: للحظاتٍ يتمنى القارئُ  الحقُّ لروايتك هذه لو أنْ سكنه الجنونُ وكان واحدًا من هؤلاءِ حقًّا، رُغمَ أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا فيه مَسٌّ ويَسكنُهُ الجنونُ، ( حتى أنَّ أحدَ  المدرسين- كما اذكر- ونحن في الإعدادية – وهو المعلم العاقل- كان يقولُ عندما يغضبُ منّا: يجوزُ للواحدِ أنْ يصيرَ مجنونًا ولو لخمس دقائق في السَّنة).

ألا تؤيدني أيُّها العَجنونُ أنَّ كلَّ مَنْ حملَ الحُبَّ والطّهرَ في الفكرةِ والتّوجهِ والإحساسِ، واجتنبَ ما تعوَّدَ النَّاسُ عليه من القيمِ الفاسدةِ هو مجنون؟... وأنَّ كلَّ مَنْ تقدَّم الجحافلَ بطولةً، وعلا صوتُه بالحقِّ والجَمالِ وأشهرَ حبَّهُ للملأِ هو مجنون؟

أليس القيسان والحلاجُ وعنترةُ...  وكلُّ المبدعين مجانين، وكلُّ مَن أخذَ الواقعَ بعينِ النَّاقدِ يُعَدُّ من المجانين؟

لم يتركِ الجنونُ يا سيدي أسامةَ  أحدًا من العقلاءِ إلَّا ومَسَّهُ ثُمَّ قامَ يربتُ على كتفيه.

أحييكَ أخي أسامةَ وأغبطكَ على هذا الجمالِ والإبداعِ... شعرتُ بالمتعةِ والحسرةِ والدَّمعةِ، وارتسمتِ الابتسامةُ على مُحيايَ ساعاتٍ وأنا مُكبٌّ على قراءةِ الرِّواية.

أشكرُكَ أيُّها العَجنونُ المبدعُ، لما مَسَسْتَ في دواخلِنا من الجنون!! فنحنُ مثلكَ عجانين؟؟!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق