أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 30 مايو 2015

سامحني لأني تركت الموت يسبقني إليك




عندما كان العالم يستقبل عاما جديدا عام 2013، كان الأسير كريم يونس، يستقبل عامه الواحد والثلاثين في السجن، واستعد الأسرى في سجن هداريم، لحفل تكريم لزميلهم يونس، في السادس من شهر كانون الثاني، ذكرى اعتقاله.

تقدم الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، من كريم يونس، وحضنه، وضغط على يديه، وهمس له بعبارات عزاء. اعتقد يونس، ان انهاءه لثلاثين عاما في السجن، وبعد تبدد بوادر تحريره منه، تستحق العزاء فعلا، وليس التكريم، لكن البرغوثي، أوضح له، ان والده فارق الحياة، في ذكرى اعتقاله.

نديم يونس، شقيق كريم قال لـ "الحياة الجديدة": "عندما استوعب شقيقي كريم الأمر، أغمى عليه، لقد رحل والدي، وما زال شقيقي قيد الاعتقال".

كتب كريم، كما يقول شقيقه، ولأوّل مرة قصيدة رثى فيها والده:

 "سامحني يا أبت وقد خارت قواك وما كنت قربك

 سامحني لأني وعدتك – لأني خذلتك ولأني أنا من كسرت ظهرك

 سامحني لأني تركت الموت يسبقني إليك

 سامحني لأني جعلت من رحلتي دهرا – حتى رحلت

 سامحني لأني تأخرت"

كريم يونس، يحمل الآن، لقب عميد الأسرى، بدخوله العام الثالث والثلاثين في سجون الاحتلال، ورفض الاحتلال الافراج عنه، والحجج، كما يراها نديم يونس، واهية، وأبرزها ان شقيقه يحمل الهوية الإسرائيلية.

كريم يونس (56) عاما، من بلدة عارة في المثلث الشمالي في الأراضي المحتلة عام 1948، واعتقلته قوات الاحتلال في 6 كانون الثاني 1983.

والدة كريم، التي تجاوزت الثمانين عاما، تجد صعوبة في زيارته، لأسباب صحية، وتأمل، ان ترى ابنها حُرا، قبل رحيلها.

نديم يونس، جاء إلى بيت لحم، لتقديم العزاء في الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في فلسطين الدكتور عبد الرحمن عبّاد، والد الأسير محمد المحكوم بالسجن لمدة 28 عاما.

يقول نديم انه تعرف على الدكتور عبّاد خلال زيارته لابنه: "كنا نلتقي خلال انتظارنا لزيارة أقاربنا الأسرى، اقتربت منه، وكنا نتحدث دائما". ويضيف: "رغم المرض الذي ألمّ به، إلا ان الدكتور عبّاد، كان يصر على الحضور إلى الزيارة، وكنت ألاحظ مدى ارهاقه وتعبه، خلال فترة الانتظار قبل الدخول للزيارة".

ويتذكر نديم، موقفا، لا ينساه: "مع اشتداد المرض عليه، كان الدكتور عبّاد يستخدم عصا يتوكأ عليها، لكنه قبل دخوله للزيارة، قرر التخلص منها، حتى لا يراه الأسرى الذين يحبونه على هذه الحال، وتحامل على نفسه، ودخل سيرا على الأقدام، بصعوبة".

يقول نديم انه ظل يتابع الحالة الصحية للدكتور عبّاد، معتبرا ان هناك الكثير الذي يربط أهالي الأسرى، بعضهم ببعض.

رحل والد كريم يونس، وكريم ما زال في المعتقل، ورحل الدكتور عبّاد، وابنه الذي امضى نحو 15 عاما في السجون، ما زال في المعتقل، وعشرات الأسرى في سجون الاحتلال، يتوقون للحرية، كي لا يشاركوا في جنازات احبائهم، لكن ليعيشوا معهم لحظاتهم، سواء كانت طويلة أو قصيرة.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق