أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 8 أبريل 2015

لقاء مع الصحافية المصرية منة الله الأبيض


أبدي الروائي أسامة العيسة سعادته لحصوله على جائزة الشيخ زايد، فرع الآداب، وقال إنه يشعر بالسعادة نفسها منذ وصلت روايته "مجانين بيت لحم" إلى القائمة الطويلة ومن ثم القصيرة وسط كوكبة من كبار المبدعين في العالم العربي، وهو مايعد دلالةً على أنه قدم إبداعًا جديدا بخاصة أن بعض هؤلاء المبدعين تتلمذ جيله علي إبداعهم.

وأضاف العيسة في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" بعد إعلان نتيجة الجائزة، أن خطته الإبداعية في الكتابة وإصدار مؤلفاته لن تتغير، عقب حصوله علي القيمة الأدبية للجائزة وقال: أنا في كتابتي منحاز للمهمشين والبسطاء، لأنني واحد منهم لذلك الكتابة بالنسبة لي هي مشروع حياة، ليس لدي أية حياة خارج الكتابة، سأظل أكتب وأكتب.

وكانت "جائزة الشيخ زايد للكتاب" قد أعلنت اليوم في دورتها التاسعة 2014-2015 فوز كل من الكاتب والصحافي الفلسطيني أسامة العيسة بجائزة "الآداب" عن روايته "مجانين بيت لحم"، والبرفيسور الياباني هاناوا هاروو بجائزة "الترجمة" عن ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، والمؤرخ والكاتب الياباني سوغيتا هايدياكي بجائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" عن كتابه "تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية"، في حين فازت الدار العربية للعلوم ناشرون اللبنانية بجائزة "النشر والتقنيات الثقافية، أما الجائزة عن فروع "التنمية وبناء الدولة" و"الفنون والدراسات النقدية و"المؤلف الشاب" وأخيرًا "أدب الطفل والناشئة" ؛ فقد تم حجبها من قبل مجلس أمناء الجائزة وذلك لأن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة.

ويدين العيسة للصحافة التي لها أثر فيما يسطر، فالعلاقة بين موضوعاته الصحافية وأعماله الروائية علاقة طردية ، ويقول: أعمل على موضوعاتي الصحافية بأسلوب الروائي، وأعمالي الروائية تاثرت بالصحافة، وتقنياتها، الصحافة توفر لي الفرصة للعمل الميداني، وهو ما يحتاجه براي كل عمل أدبي.

فهو يؤمن بأن اي عمل ادبي جديد يكتسب مشروعيته، بانه يقدم جديدا، فليس هناك أي مبرر لكتابة عمل يجتر ويحاكي ما سبقه، فهو يحاول كل عمل أبداعي أن يقدم كتابة مغامرة، مفتوحة على افاق عديدة، بحسب قوله.

وقال الدكتور بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: إن اختيار الفائزين بدورة الجائزة لهذا العام، جاء بعد مراحل مطوَّلة من الدراسات الموضوعية والدقيقة والمراجعة المستفيضة من جانب "لجنة الفرز والقراءة" و"لجان التحكيم" و"الهيئة العلمية" للجائزة ومجلس أمنائها، والتي تم خلالها فرز الأعمال المشاركة من 31 دولة عربية وأجنبية، ضمن قائمة طويلة وأخرى قصيرة.

ذُكر اسم "فلسطين" مرارًا وتكرارًا في القمة العربية التي عُقدت منذ أيام بشرم الشيخ، تلك القمة التي وصفها البعض بأنها بداية لوطنٍ عربيٍ ينتفض لقضايا أمته لأول مرة بقرارات فعلية تبعث بالتفائل، إلا أن للروائي الفلسطيني العيسة رأيًا أخر في ذلك، فهو لم يتابع القمة العربية من الأساس وقال:لا اتفائل باي نظام ينتهك حقوق مواطنيه، ولا يمارس الديمقراطية، ويوفر المتطلبات اليومية للمواطن.

لم يرض العيسة عن الكتابات الأدبية عن فلسطين والتي تتناول القضية الفلسطينية سواء علي يد الأدباء الفلسطينيين أو العرب، مشيرًا إلى أنه خلال مرحلة اتفاقية أوسلو – انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية وغزة وانهاء النزاع المسلح- وقد حدث تراجع كبيرًا في الأدب الفلسطيني بحيث أنه لم يعد ملائمًا للمرحلة الجديدة في فلسطين، معتبرًا أن معظم الكتابات كانت سطحية و تعتمد علي معرفة غير كافية، طامحًا إلي كتابات تقدم الفلسطيني كبشر والمكان الفلسطيني علي أسس معرفية وإبداعية.

وقال: أؤمن بأن على الكاتب ان يكتب إلا عن الامكنة التي خبرها والمواضيع التي تحتاج إلي بحث وغوص والمعرفة، النوايا الطبية وحدها غير كافية للكتابة، احتجت سنوات حتى اقدم الاسير الفلسطيني كبشر، في روايتي (المسكوبية)، الفلسطينيون ليسوا ملائكة ولا شياطين و اطمح لرواية تقدم الفلسطيني كبشر.

يري العيسة اتهام الجوائز بأن لها معايير أخري غير الإبداع، بأن ذلك يعكس غياب الشفافية عن النشاط العام في العالم العربي، موضحًا بشأن حصوله علي جائزة الشيخ زايد بأنه ل يكن لديه ما يقدمه للجائزة سوي عمله "مجانين بيت لحم"، معتبرًا ذلك مكافأة على جهده، وانحيازًا لكتابة جديدة، وللابداع، بوصفه قادرا على تقديم نفسه، دون اية مؤثرات او عوامل أخرى.

ويعتقد العيسة أن العلاقات الثقافية بين مصر وفلسطين متبادلة ومؤثرة، فقلوب المثقفين والفنانين المصرين نبضت كثيرا بدم فلسطين، وفي فلسطين صنع المبدعون المصريون الكثير من وجداننا واحلامنا بحد قوله، إلا أنه يظن انها الآن ليست علي مايجب ان تكون عليه، منوهًا أن الأمر إختلف كثيرًأ، فهناك تراجع عام في كل شيء في عالمنا العربي، لا يرجع فقط للسياسة وإنما تقسيم الناس في وطننا العربي الى طوائف وشيع، وقال: عشت مرحلة نهوض في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، كانت البوصلة واضحة، أما الآن فالصورة مأساوية.

أسامة العيسة، كاتب وصحفي من مواليد بيت لحم، فلسطين عام 1963 ، عمل في الصحافة الفلسطينية مراسلا ومحررا ومديرا للتحرير، من مؤلفاته: "دماء لن تضيع" و"تل أبيب لا تعرف النسيان" و "الحنون الجبلي قصة طويلة" و "المسكوبية" وغيرها، أعدّ أبحاثًا لأفلام تسجيلية عن الثقافة والسياسة في فلسطين، وحصل على المركز الأوّل في جائزة فلسطين للصحافة والإعلام، فئة القصة الصحفية عام 2011، وجائزة العودة التقديرية للتأريخ الشفوي عن بحث "حكايات من برّ القدس" عام 2008، وأخيرًا جائزة الشيخ زايد فرع الآداب عن روايته "مجانين بيت لحم".

ويذكر أن شخصية العام الثقافية سيتم الإعلان عنها خلال الفترة القادمة، وأن حفل تكريم الفائزين سيقام على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب 7-13 مايو 2015 حيث يمنح الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" "ميدالية ذهبية" تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير إضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم، في حين يحصل الفائزين في الفروع الأخرى على "ميدالية ذهبية" و"شهادة تقدير"، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق