أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 12 أبريل 2015

دموع أقباط مصر تمتزج بأمطار مدينة المهد




















 

لم تتمالك فريدة لبيب (50) عاما، نفسها، لدى رؤيتها خروج "النور المقدس" من كنيسة القيامة على شاشة كبيرة نصبت في ساحة المهد، وأخذت تبكي وتزغرد.

لبيب، واحدة من مئات المصريين الاقباط الذين تجمعوا بعد ظهر امس في ساحة المهد، لرؤية خروج النور المقدس، والمشاركة في احتفالات سبت النور في مدينة المهد.

وعندما أعلن المسؤول عن الحجاج الاقباط، من مكبر للصوت، خروج "النور المقدس"، طلب منهم ان يرددوا الهتافات الدينية باللغتين اليونانية والعربية، ثم وجه طلبا خاصا للنساء، بضرورة اطلاق الزغاريد، ولم تكن كثير منهن بحاجة إلى هذا الطلب، فالزغاريد تعالت في ساحة المهد، اضافة الى التهليل ورفع الصوت فرحا بالنور المقدس.

ورفع الحجاج الأيدي عاليا، وهم يذكرون اسم السيد المسيح، مطالبين ان يحل السلام على ارض السلام، في اجواء من المشاعر الدينية الفياضة، خصوصا وان معظمهم يشارك للمرة الاولى في احتفالات عيد الفصح المجيد في فلسطين.

وقالت لبيب، وهي من سكان القاهرة، انها لا تستطيع وصف مشاعرها، لتمكنها من الحج إلى ارض السيد المسيح، ورؤية النور المقدس، واشعال مجموعة من الشموع احتفظت بها حتى وصول النور.

واضافت، بان الاقباط في مصر، يتوقون، الى تغير الظروف حتى يتمكنوا من الوصول الى فلسطين، وزيارة الاماكن المقدسة.

واصطف الحجاج ومعظمهم، هذا العام من الأقباط، على جانبي ساحة المهد، لاستقبال النور الآتي من كنيسة القيامة بالقدس، الذي انتظرته فرق الكشافة وجموع من ابناء الطوائف المسيحية التي تسير وفقا للتقويم الشرقي، بالقرب من مفرق العمل الكاثوليك، للمشاركة في زفة النور التقليدية.

ولدى وصول النور من القدس، بدأت مسيرة كرنفالية حاشدة، بمشاركة الكشافة، والمواطنين، الذين لوحوا بالسيوف، والرايات وهم ينشدون تحية للسيد المسيح والعذراء مريم.

وهتف المشاركون، ولأول مرة، في مثل هذا النوع من المسيرات الدينية ضد تنظيم داعش الارهابي، مؤكدين على ضرورة دحره.

وتوقفت المسيرة في أكثر من مكان في شارع النجمة المدرج على قائمة اليونسكو للتراث المهدد، حيث نُصبت الحلقات فرحا بقدوم النور.

ووصلت المسيرة إلى ساحة المهد، حيث كان في استقبالها رجال الدين، ثم الى بلاط كنيسة المهد، وسط أجواء احتفالية، وانتهت بفعل تساقط الامطار.

ووصفت مصادر محلية الاحتفال بسبت النور هذا العام بالمميز، ومشاركة كل المجموعات الكشفية المحلية، وشهدت المدينة تحضيرات استمرت اسبوعا لاستقبال "النور المقدس"، الذي يُطلق عليه محليا (زفة النور)، وعمل متطوعون، طيلة أسبوع مضى، في تجهيز زينة استقبال النور المقدس، خصوصا في شارع النجمة التاريخي، وصولا إلى المنارة ومن ثم إلى كنيسة المهد.

ويسبق سبت النور، الاحتفالات بعيد الفصح، التي تتوج اسبوعا من الصلوات والمناسبات الدينية، بدأت بأحد الشعانين.

وشكا عدد من الادلاء السياحيين، من قلة عدد الحجاج من بعض البلدان مثل روسيا، واليونان، بسبب الازمات الاقتصادية الداخلية فيها، مشيرين بان ذلك يؤثر سلبا على القطاع السياحي، حيث تعتبر الاعياد الفصحية، موسما مهما بالنسبة للعاملين في هذا القطاع.


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق