أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 26 يناير 2015

بين زيتونة الجليل وزيتونة القدس..!!









تحمس الدكتور حاتم كناعنة "76 عاما"، لزيارة زيتونة البدوي، في قرية الولجة، جنوب القدس.

ويعيش كناعنة في بلدة عرّابة البطوف، في الجليل، ويفخر بوجود شجرة زيتون معمرة أمام منزله يعتقد بانها واحدة من أقدم أشجار الزيتون في فلسطين، ويعتبر نفسه محظوظا بالعناية بها.

وكناعنة طبيب متقاعد، ومؤلف، صدر له، قبل سنوات، كتاب بعنوان (طبيب من الجليل) بالإنجليزية، ضمنه ذكرياته مع الناس والمكان، خلال عمله طبيبا في الجليل الفلسطيني، منذ سبعينيات القرن العشرين، وستصدر له في منتصف الشهر المقبل، مجموعة حكايات وقصص عن واقع الناس في الجليل، بالإنجليزية أيضا عن دار نشر أميركية.

وصل كناعنة، رفقة زوجته الأميركية ديدي، التي أكسبتها السنوات الطويلة التي عاشتها في الجليل، حبا للأرض والطبيعة الفلسطينية، ومعرفة بأنواع النباتات المحلية، وتشارك زوجها حماسته لشجرة الزيتون.

في عام 1948، شُرد أهالي الولجة، ودمر المحتلون قريتهم، شمال سكة حديد القدس-يافا، فانتقلوا إلى أراضيهم جنوب السكة، وفي عام 1967، لاحقهم الاحتلال، إلى ما أصبح يعرف الولجة الجديدة، وهدم المحتلون العديد من المنازل، ويوجد الآن نحو 70 منزلا مهددا بالهدم، ولاحقوا الأهالي، فيما تبقى من منازلهم، باعتبار انهم يعيشون فيها بدون تصريح ويقيمون فيها بشكل غير شرعي، لأن الاحتلال ضمها إلى حدود بلدية القدس الاحتلالية بدون سكانها.

زيتونة البدوي، التي تنسب إلى القطب الصوفي البدوي، قدر باحثون يابانيون عمرها بنحو 3500 عام، واكتسبت شهرة خلال الأعوام الماضية، وأصبحت مقصدا للزيارة، باعتبارها اقدم شجرة زيتون في العالم، وبجانبها شق المحتلون، شارعا، واحاطوه بسياج، وهو جزء من الجدار الفاصل.

ويهتم بالزيتونة الآن صلاح أبو علي، ابن العائلة التي تملك الشجرة، والذي عينته وزارة الزراعة الفلسطينية حارسا لها، وهو يفضل اطلاق صفة "خادم الزيتونة" عليه.

ومثلما يفعل مع زواره، رحب أبو علي، بالدكتور كناعنة، وزوجته، وأخذ يشرح لهما عن الشجرة، قائلا، بانها صمدت رغم ما تعرضت له المنطقة من عوامل طبيعية، كالزلازل والثلوج.

وأضاف: "عندما شق المحتلون، الشارع بجانبها، فجروا كمات كبيرة من الديناميت، اهتزت منازل القرية، وضربت الحجارة التي تطايرت من اثر الانفجارات منازلنا، وشعرت بخشية كبيرة على الزيتونة، ولكن عندما تمكنت من الوصول اليها، وجدتها كما عهدتها صامدة، تقاوم عوامل الطبيعة، وضرر البشر".

وهذا العام، تمكن أبو علي، كما قال، من قطف 150 كيلو زيتون، عن شجرته المعمرة. ويؤكد دائما بانها الأقدم ليس في فلسطين، ولكن في العالم، مشيرا إلى انه سمع بوجود شجرة زيتون معمرة في بلدة الرامة الجليلية، وان احد سكان الرامة زار زيتونة البدوي، ثم عاد بعد ساعات رفقة بروفيسور إسرائيلي مختص، واخذا عينة من زيتونة البدوي، لتحديد عمرها، والمقارنة بينها وبين زيتونة الرامة. ولم يطلع أبو علي، على النتائج بعد.

الدكتور كناعنة، أبدى منذ اللحظات الأولى لرؤيته زيتونة البدوي، دهشته، وانبهاره، وبدا على استعداد للتسليم، بان الزيتونة الصامدة على روابي القدس الجنوبية، أقدم بكثير من زيتونته.

وقال كناعنة عن شجرته: "زيتوني من نوع (الصوري) نسبة إلى مدينة صور اللبنانية، كانت مزروعة في إحدى الحواكير، ونقلتها لزراعتها في حديقة منزلي، وهي ثاني أكبر زيتونة في عرّابة، حيث توجد زيتونة أقدم منها، تملكها عائلة رباح، التي لجأت بعد النكبة من قرية حطين، وسكنت عرّابة، واشترت قطعة أرض توجد فيها الزيتونة المعمرة".

وحسب كناعنة، فان فلاحي عرّابة، يقصدون جبل أبو قرعة، لأخذ شجيرات الزيتون البري، لزراعتها في أراضيهم، وبعد عام يتم تركيبها بنوع الزيتون الذي يرغبون به.

أبو علي يقول ان زيتونته من نوع (الحوّاري)، وأخذ ينشد:

يا زيتون الحوّاري

 جَدّادك صبّح ساري

 أُعجب كناعنة، بالمنغوم الذي ردده أبو علي، وعلق: "ما تسمونه الجَدّاد، نحن في الجليل نسميه قرّاط". وقال وهو يصافح خادم زيتونة البدوي: "لا شك بان ما شاهدته هنا مدهش حقا".


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق