أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 14 ديسمبر 2014

جوني منصور ينجز أوّل خارطة لحيفا العربية..!


يخفي المظهر الهادئ للباحث الدكتور جوني منصور، شعلة نشاط بحثي وأكاديمي. ويتخلى منصور عن ملامحه الهادئة عندما يبدأ بالحديث بحماسة عن حيفا، التي قدم مساهمات معرفية مهمة تتعلق بهذه المدينة التي تعرضت لنكبات.

أنجز منصور، خارطة لحيفا، بعنوان (خارطة حيفا العربية) تتضمن مسارات في المدينة التي نُكبت، مستذكرا معالمها العربية.

جمعية التطوير الاجتماعي، التي نشرت الخارطة، تشير إلى ان رسالتها: "تأكيد وجود الأحياء العربية على خارطة المدينة اليومية، وابراز وجهها العربي بمكوناته المتنوعة، وتشجيع الحضور العربي في المدينة".

يقول منصور وهو يشير إلى مواقع على الخارطة: "هذه شوارع المأمون، والاخطل، والفرزدق، وجرير، كلها أصبح لها اسماء عبرية، ولكنها تظهر على الخارطة بأسمائها العربية، وكذلك أسماء الشوارع والأماكن الأخرى، مثل شارع الجبل الذي أصبح اسمه شارع الصهيونية".

اخذت الخارطة من منصور، عاما كاملا من العمل الدؤوب، لتخرج بهذا الشكل، خارطة وخلفها شرح موسع عن الأماكن تستذكر اسماء العائلات والتاريخ والوقائع.

ولم تكن مهمة منصور سهلة يقول: "وجدت صعوبة في ايجاد الأسماء العربية، استعنت بالأرشيف، وخارطة للانتداب تعود لعام 1936، واستعنت ايضا بدليل هواتف لفلسطين يعود لعام 1934، واستفدت منه بتقسيمات المنطقة، حيث كل منطقة كانت تبدأ برقم، اضافة إلى الذاكرة الشفهية".

وتتضمن الخارطة، مواقع غير مسكونة، مثل وادي الريش، وفرش اسكندر، ووديان أخرى عديدة مثل وادي الشياح، ووادي المقطع، ووادي القزق، نسبة للعائلة الحيفاوية المعروفة، ووادي البلان.

وأعاد منصور بعض المواقع إلى الذاكرة مثل (حارة الغزازوة) وعنها يقول: "مدينة حيفا كانت مدينة للعمل، وكل مجموعة اتت إلى المدينة، سكنت في منطقة معينة، مثل أهلنا من غزة، الذين تميزوا بالنشاط في مجال الحرف والتجارة والعمل، وأسسوا حارة الغزازوة".

يعتقد منصور ان اهمية الخارطة تمكن في: "توثيق المدينة التي تم تطهيرها من سكانها، وتطهير المكان يعني ابادته، اعتقد ان الذاكرة هي اخر شيء تبقى لنا، علينا ابقاء معالمالمكان في الذاكرة، وهو ما حاولته في هذه الخارطة، من توثيق الأسماء العربية".

من أهم الأدباء الذين كتبوا عن حيفا إميل حبيبي، وخصوصا في روايته (اخطية) التي يعدها البعض رواية مدينة حيفا، عن استفادة الباحث من الأعمال الادبية، كمؤلفات حبيبي، يقول منصور: "إميل حبيبي عاش في حيفا قبل وبعد عام 1948، ودفن فيها، جانب من عملية التوثيق تتم بالأسلوب الأدبي، أنا اوثق من الجانب التاريخي، وربما اخر يوثق من جانب صناعي، وكل ذلك يصب في هدف واحد، وهو الحفاظ على الموروث الفلسطيني، هذه الخارطة ليست مجرد أشكال ورسوم وخدود، إنها ذاكرة الانسان، وهوية المكان، وعلاقة الانسان بالمكان"

وعن عمله المقبل ضمن مشروعه التوثيقي عن حيفا يخبرنا منصور: "بعد اربعة شهور، سيرى النور عملي المقبل وهو تاريخ وصور عن مدينة حيفا، يضم 1200 صورة لعائلات من المدنية مشتتة في سوريا، ولبنان، والأردن، دول اخرى بعيدة مثل نيجيريا، توثق للمدينة وساحات مدارسها، وأفراحها، ومشاهدها، إنه عمل ضخم سيصدر بطبعتين، عربية في عمّان، وفلسطينية هنا".

ويضيف: "لماذا يحرص الناس اخذ الصور معهم، في كل عملية تهجير؟ لان الصورة تتكلم، وتغني، في أحيان كثيرة عن ألف كلمة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق