أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

ودعت الخليل شهداءها ولم تودع زمانها/يوسف شرقاوي


 

 لا اعلم من أين يستمد هذه القوة الرجل السبعيني المصاب بمرض العضال والد الشهيد مروان القواسمي؟

 فما أن شاهدته اليوم في الخليل اغرورقت عيناي بالدموع، ضحك وخفف عني ألمي وانا أقبّل كتفه الذي كان يحمل عليه مروان وهو طفلا.

ضحك وأخذ يمازحني ويقول لي بدنا نقرا رواية صديقك أسامة العيسة "مجانين بيت لحم" ما أن أكمل كلامه حتى تيقنت انه هو من تحدى جيش الاحتلال بأن جعل الشهيد مروان يحتضن "راية" ابنة الخمسة عشر يوما فقط.

قال لي في آخر زيارة لكما قبل شهرين أنت وأسامة اخبرتكما أن زوجة مروان حامل وأمنيتي الوحيدة في هذه الحياة أن يرى ابنته ويضمها الى صدره، لكن قدرني الله أن أمكنه من ذلك وهو شهيدا..انها الضمة الوحيدة يا ابا محمد.

ترك لي غصّة عميقة في قلبي وهو يقول،ستكبر "راية" وستنجب مروان وستخبره بالقصّة الغصّة الأبدية، فمن قال أن هذا الاحتلال أطول احتلال في العالم؟ انه آخر الاحتلالات وسيزول.

قال لي بيتي القديم والذي كان نصفه لمروان، أغلق جيش الاحتلال الطابق الأرضي بالإسمنت، وأتلف الطابق العلوي أيضاً، وأنا اسكن اليوم بقرب مقبرة الشهداء، آمل أن تزورني هناك أنت وصديقك أسامة.

كان يحدثني وهو مبتسماً وأنا لا اقوى على الإجابة، كنت استحضر مشهد والدة الشهيد أم عامر أبو عيشة وهي تحمله الى مثواه الأخير ليواري الثرى بجانب شقيقه الشهيد زيد، الذي استشهد قبل عشر سنوات.

انها أم الشهداء والأسرى وحاضنة "المطاردين" والمتحدية للاحتلال دائما.

ودعت الخليل شهداءها ولم تودّع زمانها.. فهي ديمومة الإشتباك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق