أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

أقدم أقنعة العالم فلسطينية..!!


















في إحدى قاعات متحف إسرائيل، في القدس الغربية، يقبع كنز أثري، حيث تعرض لأوّل مرة مجموعة نادرة من الأقنعة الحجرية التي عُثر عليها في صحراء البحر الميت، يزيد عمرها عن 9 الاف عام، مما يجعلها الأقدم من نوعها في العالم.

والحديث عن 12 من القطع الأثرية، التي عُثر عليها في صحراء البحر الميت، تمثل أقنعة، تشبه الجماجم بأعين فارغه وأحناك فاغرة الفم، مصنوعة من الحجر الجيري، وهو ما جعلها تتحمل البيئة الصحراوية الجافة، وتحافظ على شكلها بحالة جيدة، ويُعتقد بانها استخدمت في العبادة وطقوس أخرى خلال العصر الحجري الحديث. وتتراوح أوزان الأقنعة ما بين كيلو غرام واحد إلى 2 كيلو غرام.

افتتح المعرض في شهر آذار الماضي، قبل عطلة الدولة العبرية بعيد البوريم، الذي يحتفل به اليهود بارتداء أزياء تنكرية ومن بينها الأقنعة، في دلالة غير خافية على الربط غير العلمي بين اللقى الأثرية في فلسطين، والايديولوجيا التي تأسست عليها الدولة العبرية.

المعرض الذي أُطلق عليه (وجها لوجه)، ما زال يستقبل الزوار، وسيستمر حتى 13 أيلول المقبل. وهو نتاج عمل استمر سنوات من البحث والدراسة، حسب ما تقوله الدكتورة ديبي هيرشمان، أمينة ثقافات التابعة لعصور ما قبل التاريخ في متحف إسرائيل، التي نظمت المعرض.

مصير الأقنعة التي عُثر عليها في دائرة نصف قطرها نحو 36 كيلومترا، يكشف عن الواقع الأثري الصعب في فلسطين، وحسب هيرشمان، فان قناعين فقط بحوزة متحف إسرائيل، أحدهما "تبرع" به السياسي الإسرائيلي موسى ديان، الذي عُرف عنه سطوه على الكثير من الآثار الفلسطينية، ويوجد توقيعه على القناع الذي قدمه للمتحف الإسرائيلي، أمّا الأقنعة العشرة، فهي موجودة خارج البلاد ضمن مجموعة خاصة في نيويورك تخص جودي ومايكل شتينهاردت.

خلا عشر سنوات، عملت هيرشمان والدكتور يوفال غورين، خبير في الميكرو ارخيولوجي المقارنة من جامعة تل أبيب، على دراسة هذه الأقنعة، وتحليلها، واستكشاف أصولها الجغرافية، وتقديم رواية عنها. ومن أجل ذلك تم الاستعانة بالمختبر المحوسب في معهد علم الآثار في الجامعة العبرية في القدس لإجراء تحاليل 3D التي تسلط الضوء على الميزات النسبية ووظائفها.

وتعتقد هيرشمان، ان هذه الأقنعة، هي من الأعمال الفنية التي أبدعها شعب تخلى عن حياة الترحال البدوية، وأنشأ مستوطنات دائمة. ورغم عدم توفر مدونات عن وظيفة هذه الأقنعة، لأنها ظهرت قبل 3500 عاما، من اكتشاف الكتابة، ألّا انه يمكن الاعتقاد بانها استخدمت في طقوس عبادة، أوّ طقوس ساخرة لتكريم الموتى. وكانت بشكل عام جزءا من عبادة الأسلاف والأجداد، واستخدمت كذلك في الاحتفالات الاجتماعية والطقوس السحرية للشفاء.

بعض الأقنعة، عُثر عليها في كهف في نقب الحمار قبالة البحر الميت، عام 1983، خلال عملية تنقيب غير شرعية لسلطة الآثار الإسرائيلية. وعُثر في الكهف أيّضًا على سلال، وخرز وما اعتبر بأنه أقدم غراء في العالم.

ويُعتقد أن الثقوب على الأقنعة، استخدمت لوضع أسلاك أوّ خيطان، لكي يتمكن الأشخاص من ارتدائها، أوّ ربما وضعها كنوع من الديكور في أماكن السكن.

ورغم أن هذه الأقنعة تتشابه، إلا انها أيّضًا مختلفة عن بعضها البعض، وبهذا هي تمثل الروح الفردية لكل فنان صنعها، وترك بصمته الشخصية على ما أبدعته أنامله. وهي تعكس أيّضًا الفهم المتزايد لأناس العصر الحجري الحديث الذين عاشوا في صحراء البحر الميت، للطبيعة، والوجود الإنساني.

يتفق الخبراء، على ندرة هذه الأقنعة، وأهميتها العالمية، وقدمها، لهذا يكتسب عرضها مجتمعة ولأول مرة اهمية خاصة، حتى لو تم ذلك في غير مكانها الصحيح، وبعيدا عن أصحابها الشرعيين.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق