أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 28 أغسطس 2014

يا سماء القدس/نادر دكرت


 تخليت عن كل عاداتي التي تلازمني خلال القراءة وانا اقرأ رواية المسكوبية للكاتب المبدع اسامة العيسة فلم اترك الغرفة لاحضار التبغ او القهوة او ان اشرب الماء وكنت ارى في كل صفحة مشهدا اتوقف عنده في محاولة للدخول الى الصورة ولمس ذلك الاحساس الذي عهدته في معتقل (البصة) في بيت لحم .كان قفص الموقوفين يؤدي نفس السياسة برغم تعدد الاسماء فقد اصر الكابتن جاد كما سمي نفسه على الضغط عليّ... من خلال الحبس الانفرادي وعدم السماح للخروج الى الحمام لكي ابوح بما اعرف ففشل وفشلت خمس ساعات في جعلي اتكلم ولم يعجبه ان ابن خمسة عشر سنة هزمه فتوعد بالاعتقال ولاقيته بابتسامة تشفّي ليقول لي جندي : تستحق لكمة على وجهك .
نقلني اسامة الى تلك الايام وجعلني اتخيل ذلك الثلج الاسود الذي يفقد بياضه بسبب ( كيس الخيش) على الرأس وتجسدت كلماته امامي: الزمن في السجن غير الازمان في الخارج فيا سماء القدس يا من ترين كل شيء كوني رئيفة بالفتى الذي يرتعد من ثلجك. حملتني تلك الكلمات الى ذلك الوصف الذي وصفه لي والدي عن معتقل الجفر الصحراوي وقساوة الصحراء صيفا وتلك الامنيات بأن تتبدل الفصول في هذه اللحظة على الرغم من قساوتها في الحالتين لكن الاقسى ان تفقد رفيقا تحت التعذيب. اخيرا اسامة: لقد قلت بأن سجن المسكوبية يحتاج الى كاتب مبدع ليكتب عنه وكنت انت ذلك الكاتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق