أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 25 يوليو 2014

عائلة القواسمي تنتظر الأسوأ..!











 

كانت حياة عائلة سعدي القواسمي (62 عاما)، تخطو بشكل عادي نسبيا، بمعايير شعب يرزح تحت الاحتلال ويعاني بشكل يومي. ربّ العائلة وزوجته وابنته الصغرى، توجهوا إلى الديار الحجازية لأداء العمرة، محملين بمطالب من الأبناء والأحفاد. ومن بينهم الابن مروان (28 عاما)، الذي يعمل حلاقا، وأوصى بجلب ماكينة حلاقة جديدة ليستخدمها في أيام العيد، حيث يكثر الزبائن، بينما شارك أفراد العائلة في اقتراح ما سيجلبه الجدان لابنة مروان التي سترى النور قريبا.

عندما عاد القواسمي، الذي تقاعد من عمله في بلدية الخليل، إلى مدينته، كانت مفاجأة كبيرة في انتظاره، أصبح ابنه مروان حديث وسائل الإعلام، واتهام قوات الاحتلال، له بانه احد اثنين خطفا ثلاثة مستوطنين، قالت هذه القوات في وقت لاحق، انه عُثر عليهم مقتولين. إضافة إلى اعتقال قوات الاحتلال خمسة من أبنائه، أُفرج عن اثنين منهم لاحقا.

ولا يصدق القواسمي، رواية حكومة الاحتلال حول المخطوفين الثلاثة، والذين كانوا حجة في شن عدوان مازال مستمرا على قطاع غزة، بعد عمليات عسكرية واسعة واعتقالات ومقتل الطفل محمد أبو خضير في الضفة.

«عندما عدت من العمرة، محملا بأغراض ابني مروان، وحفيدتي التي سترى النور قريبا، لم أجده»-قال سعدي القواسمي، لـ "الحياة الجديدة"، وهو يقف داخل منزله الذي تم تفجيره جزئيا من قبل قوات الاحتلال، وتسلم بلاغا، فجر الاربعاء الماضي، بهدمه كاملا.

وأضاف: «لم أرّ ابني مروان منذ أن ودعته قبل السفر لأداء العمرة، أرجح ان قوات الاحتلال اعتقلته على حاجز الكونتينر خلال ذهابه إلى رام الله، للمشاركة في دورة لتنظيف البشرة تخص عمله كحلاق، لقد انقطع الاتصال به، وأُحمل الاحتلال المسؤولية عن حياته».

ولدى القواسمي، أسبابه ليشكك في الرواية الإسرائيلية حول خطف ثلاثة جنود، ومسؤولية ابنه وشاب آخر من عائلة أبو عيشة، قائلا: «لست أنا فقط الذي لا يصدق الرواية الإسرائيلية، ولكن أيضا الرأي العام، ليس هناك أي دليل على حدوث خطف، اعتقد ان حكومة الاحتلال، اخفت ابني، لأسباب لا أعلمها».

بعد اختفاء الابن، اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة في بئر المحجر بمدينة الخليل، وأجرت تفتيشا دقيقا، حطمت خلاله كل التمديدات الصحية في المنزل، ثم فجرت قسمه العلوي، وأدى ذلك إلى تصدع جدران المنزل الذي يعيش فيه 17 نفرا.

لم يحتمل القواسمي الأب، ما يراه، فانهار، ونُقل إلى المستشفى، بينما أُصيبت زوجة ابنه بلال بجروح في صدرها، وابنها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الأربعين يوما.

يقول القواسمي، وهو يقف بجانب جدار متصدع في منزله: «استغرق مني بناء هذا المنزل 28 عاما على مراحل، لقد عملت 18 ساعة في اليوم، حتى اكمله، كنت انهي عملي في البلدية وأعمل حتى منتصف الليل، حتى تمكنت من بنائه، واضافة طوابق أخرى لأبنائي».

تسكن في المنزل أربع عائلات، تضم 17 نفرا، هم أبناء وأحفاد سعدي القواسمي، تشتت شملهم الان، قسم انتقل مع الأب إلى منزل في حارة الشيخ، اجرته السنوية 3 الاف دينار، بينما توزع باقي الأحفاد إلى منازل الأجداد من جهة الأمهات.

يعاني القواسمي من عدة أمراض، وبالإضافة إلى تخريب المنزل، تم أخذ سيارته بحجة التفتيش، ولم يعدها الاحتلال حتى الان، ومصادرة جهاز تنفس يستخدمه.

يقول القواسمي: «منذ يوم من 13-حزيران الماضي، انقطع الاتصال مع ابني مروان، ومن يومها نعيش في جحيم، ننام بملابسنا، وأحيانا بأحذيتنا، خشية اقتحام جيش الاحتلال لمنزلنا الجديد، انهم يأتون في أي وقت، يقتحمون الغرف، يفتحون الأبواب بجهاز هيدروليكي، دون إحداث أي صوت أو ضجيج، إننا ننتظر الأسوأ».

ويشعر القواسمي بقلق على مصير ابنه مروان الذي يصفه بانه شخص هادئ، ومطيع لوالديه بشكل كبير، ويقول: "لا نعرف ماذا يخطط لنا الاحتلال؟".

ابنة القواسمي الصغرى، تهاجمها الكوابيس في الليل، وفحصها أطباء من منظمة أطباء بلا حدود، الذين سيعودون لإجراء فحص لجميع أطفال العائلة والجيران.

يقول القواسمي، بانه وكل المحامية ليئا تسيمل، بعد تسلمه نسخة من اخطار هدم المنزل، الذي قد يحدث في أي وقت، ويشعر بالاسى رغم انه على قناعة بان المنزل لم يعد صالحا للسكن بعد تصدعه.

ونفى القواسمي، ما يشاع، بان جهات شعبية أو رسمية تعهدت بإعادة بناء المنزل قبل انتهاء العيد: "سمعت بان هناك ما يجمع مساعدات لنا، وأعلنها من خلالكم، باننا لم نطلب من أحد ان يفعل ذلك، وليس لنا أية علاقة بما يحدث على هذا الصعيد".

ينظر القواسمي بحسرة إلى الأشجار في حديقة المنزل، التي تحتاج إلى مياه، قائلا: "بعد التفجير، تسلمنا اخطارا بهدم المنزل، تم قطع المياه والكهرباء، ماذا ستظل الأشجار تفعل هنا، بعد اقتلاع أصحاب المنزل؟".


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق