أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 21 يوليو 2014

جنون كامب ديفيد..!!


 

..فإن علائي كان متبطلاً وبلا عمل، وتوازنه النفسي محل شكوك كبيرة، لدى كلّ مَن يعرفه، وكانت قصة جنونه معروفة لهم، فهو مثل عصام في تميّزه الدراسي. ولكنّ صدمة علائي كانت من نوع مختلف، ومعروفة على نطاق واسع، فهو طُرد من مصر قبيل التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وكان في السنة الثالثة في كلية الطب، رغم أنه لم يكن له أيّ نشاط سياسيّ، بل لطالما تفاخر أمامنا بعلاقته مع فنانات وممثلات مشهورات في مصر، دون أن يفصح عن طبيعة تلك العلاقات، ولكن اتخاذ منظمة التحرير الفلسطينية موقفًا معلنًا ضدّ مبادرة الرئيس أنور السادات، بزيارة إسرائيل، ولاحقًا توقيع كامب ديفيد، جعل السادات يردّ بعقاب جماعي شمل كثيرًا من الفلسطينيين في مصر، فوجد علائي نفسه مخفورًا ومطرودًا على أوّل طائرة تغادر مصر، التي أحبّها وتركت في نفسه غصّة، دون أن يعرف ماذا فعل هو شخصيًا ليُطرد؟!

وعاد علائي شخصًا آخر، يتنقل من كلية إلى جامعة إلى معهد، ولكنّه لم يكمل دراسته في أيّ منها، بل داوم على المقاهي أكثر من التزامه بدوامه الجامعي، فتحوّل إلى مشروع مؤلف لم يؤلّف شيئًا وشاعر لم ينظم بيتًا، وبرع في السُكر والتنظير. ثمّ نسب لنفسه وضع نظرية عن دور النخب الفلسطينية في استمرار مأساة شعبها، سمّاها "ثنائية الجُعّار والأفندية" وملخصها أن الطبقة السياسيّة التي تتكوّن من أفندية المدن وإقطاعيّي الريف، استمرّت في قيادة الشعب الفلسطيني، واستغلال أبنائه "الجُعّار" وهم في تعريفه الذين "يجعرون" أي يرفعون الصوت العالي تأييدًا لهذا الزعيم أو ذاك، وزجّهم في أتون النار، دون أن تقدّم طبقة الأفندية أيّ تضحيات تُذكر، وكلّما أصبح أحد من طبقة "الجُعّار"، لظروف مختلفة، في موقع قيادي، يتحوّل إلى واحدٍ من الأفندية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق