أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 14 يوليو 2014

نعّومة القدس تنتظر المحبين..!!





يشعر اسحق طرعاني (55) عاما بالإحباط، من قلة عدد المواطنين في القدس خلال شهر رمضان، وهو بالنسبة له موسم بيع (النَعّومة).

يقف طرعاني، أمام سدر من المادة الناعمة، ويجيب عنها، بابتسامات يوزعها على السائلين، وهم في طريقهم إلى المسجد الأقصى.

يقول طرعاني: "هذه قضامة صفراء مطحونة جيدا، نسميها النَعّومة، أضع عليها سكر أبيض ناعم، اضافة إلى القرفة المطحونة لمن يرغب".

يصنع طرعاني، النَعّومة، فقط في شهر رمضان، مشيرا إلى انه يعتبرها منتج رمضاني مثل القطايف، وكان في شهر رمضان الماضي، يبيع كل يوم أكثر من سدر، أي أكثر من 12 كيلو، ولكن في رمضان هذا العام، فانه يتنقل في أكثر من موقع في القدس القديمة، ورغم انه نجح في اثارة فضول العديدين الذين يتعرفون على النَعّومة لأوّل مرة، إلا انه يشكو بشدة من قلة البيع.

واتخذت سلطات الاحتلال، اجراءات مشددة لمنع المواطنين من الدخول إلى القدس، في شهر رمضان المبارك، إضافة إلى نشر قوات معززة، وعشرات الحواجز حول وداخل البلدة القديمة.

يقول طرعاني: "في أيّام الجمع العادية، يكون عدد المواطنين في القدس، أكثر بكثير مما اراه في هذا الشهر الفضيل، هناك مِن الناس مَن يسأل عن النعّومة في شهر رمضان، ولكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من الوصول".

ويجلب طرعاني القضامة الصفراء من الخليل، مشيرا بفخر إلى اصوله الخليلية، والى نوعية القضامة الخليلية الجيدة، ويقول بانه بعد اعداد القضامة، يطحنها بالآلات الحديثة، بعكس ما كان يفعله الآباء والأجداد.

يقول طرعاني، بان عائلته، امتهنت صنع النَعّومة منذ عدة أجيال، وبانه يواصل تقليدا عائليا، مشيرا إلى انه كان في السابق يتم اعداد النَعّومة بطرق يدوية، باستخدام الهاون أو حجارة الطحن، لتتحول القضامة إلى ما يشبه الدقيق في نعومته.

وليس كل حمص، يستخدم لصنع القضامة، وإنما يتم اختيار حبات الحمص من قبل الأيدي الخبيرة، التي تراعي الشكل والحجم واللون، ومعايير أخرى. وخلال صنع القضامة، تمر حبات الحمص بعدة مراحل من التنظيف، والغربلة، والنقع، والغلي، والتحميص، ويستمر هذا عدة أيّام.

يقول طرعاني: "لا يعرف المتذوق، المراحل الصعبة التي تقطعها حبات الحمص، لتصبح بكل هذه اللذة، انه يبذل فيها جهد كبير"

ويقول البعض بان القضامة، يعود أصلها يعود إلى تركيا، في حين يؤكد آخرون، بفخر قومي، بان أصلها هو بلاد الشام، ومنها عرفها العالم كمكسرات، تُمزج في أحيان كثيرة بالتوابل، ليتم تناولها بتلذذ.

وتشتهر مدن شامية عديدة بصنع القضامة، مثل دمشق، وحماة، والخليل، وغيرها، وعلى تطور القضامة، وتنوعها، ومنها القضامة السكرية، المغلفة بمادة محلاة، وبألوان مختلفة.

تواجه القضامة الان، مزاحمة من أنواع أخرى من المكسرات، خصوصا تلك المستوردة من الصين ودول أخرى، وتحاول الصمود، بفضل بعض المخلصين لها مثل اسحق طرعاني.

ودخلت القضامة التراث الشامي، من خلال بعض الأهازيج التي تردد في مناسبات الزفاف مثل:

يا قضامة مغبرة ويا قضامة ناعمة

جوزي لمن غَبّرها كنت بحضينه نايمة

جَبلي وجَبلي يا ماما

جَبلي حلق الألماس ريتو يلبقلي

 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق