أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

عودة البطّ إلى برك سليمان..!!




يشعر عنان صلاح (34) عاما، الذي يعمل حارسا في برك سليمان، جنوب بيت لحم، بالسعادة، وهو يشير إلى البطّ وحيوانات مائية أخرى تسبح في البركة الوسطى، وهي واحدة من ثلاث برك ضخمة، تشكل جزءا مهما من النظام المائي الذي زوّد القدس بالمياه طيلة ألفي عام. وتوقف عام 1948، بسبب النكبة وتقسيم القدس.

ويثير وجود البطّ في البركة، دهشة الزوار، ويسيل لعاب الصيادين، وهذه المرة الأولى التي تشاهد فيها مثل هذه الطيور في البركة، منذ اكثر من 150 عاما. مما يجعل الأمر مثيرا للاحتفاء.

زار هنري باكير تريسترام الذي يوصف بانه اب علم الحيوان في فلسطين، البلاد عامي 1857-1858، وذكر انه شاهد أسراب البطّ، والبطّ البريّ عند ضفاف برك سليمان، وزار هذه البرك أيضا عام 1872 مرة أخرى، زيارة عابرة، وكتب، بانه شاهد بركة مليئة بالمياه: "يسبح على سطحها بطّ مائي، يجذف دونما انزعاج".

ويبدو ان البطّ اختفى من البرك لأسباب عديدة، ولا يذكر المعمرون الذين يقطنون في القرى القريبة من البرك، انهم راوا بطّا فيها.

وحسب صلاح، فان الشركة التي تدير منطقة البرك، اشترت بضعة أزواج من البطّ ووضعتها في البركة الوسطى، ولكن باقي البطّ، وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة، يبدو انها اختارت ان تقضي بقية حياتها في هذه البرك.

عالم البيئة الفلسطيني الدكتور وليد الباشا، زار البرك مؤخرا، وسجل العديد من الطيور المائية في البرك منها: دجاجة الماء، والغطّاس الصغير، والغاق، وأبو قردان، وملك السمك أبيض الصدر، إضافة إلى طيور غير مائية مثل: نقّار الخشب السوري، والغراب الأبقع، والقيق (الزريقي)، والخضيري، والسودي، (الشحرور)، الزاغ، (الغراب الأسود الصغير)، والفسفس، والحمام المطوق، بالإضافة إلى العوسق (الصقيري).

وقال الباشا لمراسلنا، ان بعض الأنواع التي تم رصدها مثل الغطّاس الصغير، والغاق، عددها محدود في فلسطين، مؤكدا: "المهم ليس الندرة، ولكن الابقاء عليها لدينا، وحظر الصيد، لأنه إذا حدث الصيد فلن نرى شيئا من هذه الأنواع المهمة والنادرة في طبيعة فلسطين".

ورغم الأخبار المفرحة بوجود هذه الطيور النادرة في البرك، فان خطر ابادتها محتملا جدا، وبشكل أسرع من المتوقع، وحسب صلاح، فان عددا من الصيادين، بدأوا فعلا بمطاردة البطّ والطيور النادرة في البركة الوسطى، حيث يأتون ليلا، ويجتازون السياج الموضوع حول البركة، ويحاولون صيدها، بل ان بعضهم تمكن فعلا من الصيد.

يدعو الباشا، إلى اتخاذ تدابير للحيلولة، دون صيد هذه الطيور النادرة، والتي تضفي جمالا على البرك، وتستقطب زوارا اضافيين لهذا الموقع، الذي يصفه الباشا بالجميل جدا.

تنسب هذه البرك إلى الملك التوراتي سليمان، دون أي أساس علمي، وللسلطان سليمان القانوني التي رممها في القرن العاشر الميلادي، ومن المرجح أن البركتين الفوقا والوسطى، تعودان إلى العصر الروماني، ويذهب البعض إلى نسبتهما، إلى هيرودس، الحاكم الادومي لمقاطعة فلسطين الرومانية، وهو أحد البناة الكبار في تاريخ فلسطين ومناطق أخرى شملتها مقاطعته. أما البركة الثالثة فهي أحدث وتعود لنهاية العصر المملوكي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق