أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 13 يونيو 2014

‏تخريب أثري استيطاني يستهدف موقع الخليل القديمة








يظهر اسم تل الرميدة في الخليل، في وسائل الإعلام، مرتبطا عادة بممارسات المستوطنين ضد ما تبقى من مواطنين صمدوا في الموقع التي استهدفتها قوات الاحتلال مبكرا. وخصوصا عائلة أبو هيكل، التي تحيط بمنزلها الأسلاك الشائكة.

ولكن هناك أمر يكاد يكون مسكوتا عنه، وهو التخريب للمعالم الأثرية في التل، الذي يعتبر موقع الاستيطان الأوّل في الخليل، والذي يعود للعصر البرونزي، وبروز المدن- الدول في فلسطين.

التنقيب غير الشرعي في التل، ليس جديدا، وأجرت سلطات الاحتلال حفريات أثرية عديدة في السنوات الماضية في التل، وتم نهب العديد من المواقع الأثرية، وبناء بؤر استيطانية والذي ساهم، في تدمير المزيد من الأثار في الموقع، الذي يكتسب أهمية عالمية.

قبل أشهر، تجددت الحفريات في التل، والسبب التمهيد لتوسع استيطاني جديد، وفي إجراء مناف للقوانين الدولية كافة، فتح المستوطنون المواقع التي تم التنقيب الأثري فيها للإسرائيليين، مع تقديم رواية تخدم توجهات المحتلين، لما تم الكشف عنه حديثا.

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه تم الكشف عن أجزاء من مستوطنة يهودية تعود لفترة الهيكل الثاني، وهو مصطلح إسرائيلي المقصود فيه الفترة الرومانية المبكرة في فلسطين.

ومن المكتشفات الأخرى، معصرة لزيت الزيتون، وصهاريج، وفرن، وبرك، تخص على الأرجح المنطقة الصناعية القديمة في التل، إضافة إلى طريق تؤدي إلى ساحة المدينة ووسطها. ولكن هذه الطريق لم يتم حفرها حتى الآن.

وتم العثور أيضا، حسب ما أعلنه المستوطنون، على أدوات حجرية، زعموا انها استخدمت في طقوس الطهارة اليهودية، وكذلك على ختم بالعبرية القديمة، كُتب عليه "ملك الخليل".

الحفريات الأثرية في تل الرميدة، تعود لفترة الانتداب البريطاني، وتجددت إبان الحكم الأردني، على يد بعثات أجنبية، نشرت ما عثرت عليه في المجلات العلمية المرموقة. وبينت أهميته العالمية، وكشفت عن سوره الكنعاني، ومعالم مهمة أخرى.

بعد احتلال الخليل في حزيران 1967، استهدفت حكومة الاحتلال التل، ومواقع أثرية عليه، مثل مسجد ومقام الأربعين الذي يحظر على الفلسطينيين الوصول اليه. والذي كانت تديره عائلة أبو هيكل. وتم ضم المقام إلى مستوطنة رمات يشاي. واعادة تسميته بمقام "راعوث ويسي" جدا الملك داود، حسب العهد القديم. وأُدرج على قائمة المواقع التراثية اليهودية في الخليل وأصبح موقعًا يؤمه المستوطنون باعتبار أنه موقع يهودي.

وفي عام 1984، بنت سلطات الاحتلال بؤرة استيطانية على تل الرميدة، وفي عام 1999، نفذت سلطة الآثار الإسرائيلية تنقيبات أثرية وصفتها بالإنقاذية، قبل البدء ببناء منازل ثابتة لمستوطني البؤرة الاستيطانية في التل، وكشفت عن مزيد من الآثار ونقش يشير إلى اسم الخليل القديم (حبرون) الذي استخدم حتى الفترة الإسلامية المبكرة، ومخازن للغلال، ومعاصر نبيذ، ولقى أثرية عديدة.

وتم تفسير ما كشف عنه من وجهة نظر توراتية، وأحيط موقع الحفريات بسياج وتم تشييد وحدات سكنية للمستوطنين فوقه، ووضعت الحفريات على الخارطة السياحية الإسرائيلية.

الواقع في تل الرميدة، يكشف عن التنسيق بين مختلف أذرع المؤسسة الاحتلالية، فجنود الاحتلال ينتشرون بشكل دائم في الطرقات المؤدية الى التل، ويتم محاصرة العائلات القليلة التي صمدت في المكان حتى الآن، وفي حين تنفذ مؤسسات الاحتلال الأثرية حفريات غير قانونية، فإن جماعات من المستوطنين تخرب أثارا إسلامية، كما حدث مع مقام السقواتي.


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق