أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 5 مايو 2014

‏مطاردة الفراش والعقارب والفئران في وادي القف..!









 تجهز عالم البيئة الدكتور مازن قمصية، ومساعداه خالد الزعتري، وإبراهيم سلمان، والمتطوع يوسف الشرقاوي، بالأدوات اللازمة لإمساك الفراش، ومخلوقات أخرى، قبل الصعود إلى احدى تلال محمية وادي القف في بلدة بيت كاحل، غرب الخليل.

هذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها قمصية وفريقه في المحمية، ومع ذلك بدا في غاية الحماس، لإنجاز دراسة عن التنوع الحيوي في المحمية.

 "محمية وادي القف، ستكون أول محمية بإدارة فلسطينية، والسلطة الفلسطينية، معنية بمعرفة ما هو الموجود فيها من حيوانات ونباتات لحمايتها، ومعرفة كيفية حمايتها"- قال قمصية.

ركز قمصية وفريقه على ملاحقة الفراش، بواسطة شباك، "حتى الآن استطعنا تحديد 12 نوعا من الفراش، ونحن نعمل على تصنيفها، وتوزيعها، ومعرفة أعدادها"- قال قمصية وهو يلقي القبض على احدى الفراشات.

واضاف: "هذه أول دراسة نجريها على الفراش في الضفة، أنجز الإسرائيليون دراسات محدودة على الفراش، خصوصا في المناطق المحتلة عام 1948، نحن نعول كثيرا على هذه الدراسة، ونتوقع تسجيل نحو 45 نوعا من الفراش في الضفة".

ودراسة قمصية عن الفراش، تضاف إلى ما يصفها بأول دراسة عن التنوع الحيوي في وادي القف، وسجل قمصيه وفريقه بعض الانجازات منها تحديد 3 أنواع سحال و4 أنواع أفاع في المحمية.

ورصد قمصية تأثر الفراش، والحيوانات بشكل عام في وادي القف، بتهديد الطبيعة والتنوع الحيوي من قبل الانسان، "يحتاج الفراش، إلى بيئة طبيعية غير مهددة، فالرعي الجائر، والتحطيب، مثلا يسلبها الأعشاب والازهار التي تتغذى عليها"- قال قمصية.

انقسم قمصية وفريقه إلى قسمين، لتبدأ ملاحقة الفراش، والبحث تحت الحجارة عن زواحف، وتمكن الزعتري وسلمان، من العثور على عدة عقارب، وأظهرا براعة في التعامل معها. بينما أمسك قمصية نوعًا من الزواحف، لم يتم تحديد نوعه إلا بعد العودة الى المختبر واجراء ما يلزم.

وضع سلمان إحدى العقارب على يده، ما اثار المتطوع الشرقاوي، الذي رافق الفريق في أكثر من جولة استكشافية في الطبيعة الفلسطينية، ولكنه لم يقترب اكثر من اللازم من الحيوانات خصوصا تلك السامة مثل العقارب.

يجمع قمصية والشرقاوي، أكثر من حب الطبيعة، فكلاهما ينشطان في المقاومة الشعبية، وتشكل مثل جولتهما في وادي القف فرصة، لأخذ استراحة من الهموم السياسية، ولكن ذلك لا يكون باليسر المتوقع، خاصة من قبل الشرقاوي، الذي يبدو انه يتنفس السياسة.

نزل قمصية وفريقه من الجبل، إلى حيث تقف سيارتهم، استعدادا لخطوة أخرى، في الوقت الذي وصل فيه جرار، محملا بالأتربة والمخلفات، لرميها في المحمية، تصدى له الشرقاوي، وأخذ اعضاء الفريق بالتصوير، ما اجبر السائق على ما يبدو للتراجع.

بعد استراحة قمصية، صعد الفريق مرة أخرى إلى أماكن حددها قمصية، لوضع مصائد للفئران، لمعرفة أنواعها في المحمية.

وغادر الفريق بعد ان غابت الشمس، وانجاز مهمة وضع المصائد بنجاح، وفي فجر اليوم التالي، عاد قمصية للاطمئنان، على "الغنيمة" من الفئران.

 "ما اصطادته المصائد، نوع واحد من الفئران، وهذا يشير إلى المخاطر على التنوع الحيوي في وادي القف، وفقدان أنواع أخرى من المنطقة".

ولكن هذا كان من حظ الفئران، التي أعاد قمصية اطلاق سراحها من جديد، لتواصل حياتها في المحمية، ولم يستخدم أي منها لأبحاثه، لأن لديه عينات منها.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق