أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 18 أبريل 2014

عالم الصوفية الخفي في فلسطين


 
يفخر مهند سلهب، بانه خادم زاوية العمود في نابلس، والتي تنسب إلى ما يوصفون برجال العمود، وتعتبر الزاوية ومسجدها من المساجد الأثرية والتاريخية التي تعرضت للإهمال، ونقوشها للتدمير، واثارت (الحياة الجديدة) وضعها في تحقيق نشرته في آب 2011.

وأثارت الزاوية التي تقع في خلة العمود، على منحدرات جرزيم، اهتمام الرحالة والباحثين الأجانب، خصوصا ارتباطها بميثولوجيا محلية تتعلق بالرقم أربعين في الثقافة الفلسطينية المحلية، حيث يقال انها تضم رفات أربعين صالحا.

يقول سلهب، ان الوضع الان تغير، وتم تنظيف الزاوية واستخدامها، وهذا ما يؤشر على حالة نهوض في الحالة الصوفية في فلسطين، التي شهدت تقهقرا خلال سنوات الاحتلال الطويلة. وتبدو غامضة وغير معروفة للكثيرين.

ويضيف بحماس: "رجال العمود من بيت آل النبي، صلى الله عليه وسلم، ولي الفخر ان أكون خادما للزاوية".

وينتمي سلهب إلى الطريقة القادرية، وكان ضمن مجموعة مكونة من زملائه، قدموا عروضا صوفية في داخل مقام النبي موسى، الذي تم احياء موسمه هذا العالم، بدعم من وكالة التعاون التركية.

ويقول سلهب، ان مثل هذه المواسم، تشكل فرصة للمجموعات الصوفية، لكي تعبر عن نفسها، وان في هذا العام اتت مجموعات من نابلس تمثل عدة زوايا من بينها، زاوية الخضر، وزاوية الشيخ مسلم، وزاوية العمود.

وحول برامج زاوية العمود، يقول سلهب، انهم يلتقون في الاسبوع ثلاث مرات، للتدرب وممارسة الطقوس الصوفية، والابتهال، والمديح، وغيرها.

ويقول، ان الفرق الصوفية تشارك في المناسبات حسب الظروف المتاحة، وتعرض المجموعة التي ينتمي لها في بعض المقامات مثل مقام سيدنا الجنيد.

وظهر في موسم النبي موسى هذا العام، مجموعات من مريدات الطرق الصوفية، اللواتي وقفن وجلسن خلف الرجال المتحلقين، ويرددن الاناشيد الصوفية بجرأة وثقة.

وحرص معظم الصوفيين على تمييز أنفسهم بألبستهم التي يدخل فيها اللون الاخضر، وهو ما فعلته أيضا النساء الصوفيات.

وفي داخل مسجد النبي موسى، تحلق عدد من الشبان، حول رجل مسن، وهم يرددون بتنغيم كلمة: الله، بينما تولى شاب جلس على مقعد، الضرب على دف كبير.

وعلى أنغام الايقاع، اخذ المتحلقون حول الرجل المسن، يهزون رؤوسهم، وبين الفينة والأخرى، يمسك أحدهم يد الرجل الذي ينادونه بالشيخ رشيد، ويلثمها.

وتجمع بعض الفضوليين والفضوليات حولهم، وحاول البعض تقليدهم بالانضمام إلى الحلقة، ولكن لم يستمروا.

ورأى أحد الحضور بان ما يحدث هو نوع من البدع، بينما قال آخر، ان الصوفيين يحملون رسالة محبة وسلام، في ظل ما نشهده من فتاوى جماعات اسلامية متطرفة، خطفت الدين، وتقدم فهما مغلوطا له.

وبعد الانتهاء من حلقة الذكر هذه، غادر الشيخ رشيد، وعلى باب المسجد، تطوع أحد الشباب الذي يضع مسبحة في رقبته، لإلباسه الحذاء، بينما وضع آخرون الكوفية والعباءة عليه.

وخرج الشيخ رشيد، مزهوا، وودعه مريدوه، حتى سيارة كانت متوقفة في الخارج، فتحوا له بابها واجلسوه في المقعد الامامي، بينما وقف البعض متأثرا حتى غابت.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق