أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 24 أبريل 2014

كيف وصل العقرب الكاذب إلى فلسطين؟


 

يشعر الباحث البيئي خالد الزعتري، بالبهجة، لعثوره، على كائن نادر في البيئة الفلسطينية، وهو العقرب الكاذب.

اتخذ هذا العقرب اسمه، لأنه يملك ثماني أرجل مثل العنكبوت ومخالب مثل العقرب، وعثر عليه الزعتري، في منطقة المخرور في مدينة بيت جالا، خلال جمع عينات من الحلزون، لدراسة الحلزونات في فلسطين، بإشراف عالم البيئة الدكتور مازن قمصية.

قال الزعتري، وهو يعرض صورة للعقرب الكاذب: "هذا العقرب نادر في البيئة الفلسطينية، أوّل مرة اكتشف في بلادنا عام 1929 في منطقة حيفا، وليس لدي فكرة إذا كان تم العثور عليه لاحقا في أي منطقة أخرى في فلسطين".

وأضاف: "والان، نسجل وجوده في منطقة بيت لحم، في وادي المخرور، وأنا وزملائي نشعر بالسعادة بذلك".

والزعتري واحد من مجموعة من الباحثين الشبان، الذين يعملون بإشراف الدكتور مازن قمصية، وينظمون بشكل مستمر رحلات في الطبيعة الفلسطينية، لجمع عينات من الحيوانات المختلفة، ونشروا عدة أبحاث في مجلات علمية عن بعض الكائنات، التي درسوها في البيئة الفلسطينية.

يعيش العقرب الكاذب، في المناطق الاستوائية، وأقرب منطقة استوائية قريبة على بلادنا هي تركيا، فهل وصل العقرب الكاذب إلى بلادنا منها؟

يقول الزعتري: "وضعنا نظرية، تعتمد على فرضية ان العقرب الكاذب زحف، عبر الزمن من تركيا إلى سوريا، فلبنان، فحيفا، والان نعثر عليه في بيت لحم، ربما لأنه واصل عملية الزحف، التي تستغرق سنوات طويلة، طبعا هذه مجرد فرضية، ونحن ندرك، ان الامر يحتاج إلى مزيد من الدراسة، والبحث".

ويحب الزعتري، استعادة اللحظات التي عثر فيها على العقرب الكاذب وهو كائن صغير الحجم جدا: "خلال عملي في مشروع تصنيف حلزونات فلسطين، وكنت اجمع المزيد منها، مع زملائي، بإشراف الدكتور قمصية، عثرت على العقرب الكاذب في صَدفة حلزون".

ويضيف: "لم أستطع ان اميز إذا كان ما عثرنا عليه هو عقرب أم عنكبوت، إلّا بعد فحصه تحت المجهر التشريحي، في مختبر الأبحاث في جامعة بيت لحم، بإشراف الدكتور قمصية، وعندما عرفنا انه عقرب كاذب، شعرت بالسعادة، من هذه الصُدفة الجميلة، وغير المتوقعة".

قرر الباحثون، حفظ عينة العقرب الكاذب، في مواد حافظة لحماية حمضها النووي من التلف، وذلك لدراستها، ودمجها في دراسة عن العقارب عن فلسطين.

وحول مغزى وجود العقرب الكاذب في صَدفة حلزون، وهل كان ذلك ليتغذى على الحلزون؟ أجاب الزعتري: "الحلزونة كانت ميتة منذ فترة ولا يوجد أي اثر يدل على وجود حياة، على الأرجح فان العقرب الكاذب وجد في الصَدفة، مكانا مناسبا للاختباء، ولم يدري، باننا سنعثر عليه، وبالطبع نحن لم نكن ندري بالمفاجأة السارة التي بانتظارنا".

ويثير العقرب الكاذب بأنواعه المختلفة، اهتمام، ليس فقط المتخصصين في العالم، ولكن أيضا يحظى باهتمام المواطنين، ودائما ما تُطرح أسئلة حول اذا كان ساما ام لا؟.

توماس بيرس، كتب في عدد آب 2011، من مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، مجيبا على السؤال: "نعم، لكن لا داعي للخوف بالنسبة لبني البشر، لكون مخالب هذا العنكبوت ليست كبيرة بما يكفي لاختراق جلدنا، على حد قول جيمس كوكيندولفير، وهو عالم باحث في متحف جامعة تكساس تيك، ساعد في توثيق هذا الجنس".

حجم العقرب الكاذب، صغير جدا، ويصل طوله إلى 13 مليمتراً، ولكن كيف بتدبر شؤونه، يكتب بيرس: "تساعد الشعيرات الرفيعة في استشعار تحركات الهواء، أما المُستقبلات الكيميائية على أطراف أرجله ومقرضيه فإنها تُعينه على التعرف على أي مخلوق يصادفه. وإذا ما وَجد هذا العقرب عنكبوتاً صغيراً أو حشرات لينة تدب على غير احتراس في ركام صخري لإحدى المغارات، فإنها ستتحول إلى وجبة لذيذة على طبقه".


 

 

هناك 9 تعليقات:

  1. جهود مباركة لخالد الطاقة الشبابية الرائعة والتي نتمنى لها دوما التقدم. ولا ننسى الجهود الجبارة للدكتور مازن قمصية

    ردحذف
  2. جنب بيتي في الجبل الشمالي بالتحديد فوق المساكن الشرقية شاهدته اكثر من مرة ....حيث توجد الكثير من المغر في تلك المنطقه

    ردحذف
    الردود
    1. موجود عندنا في السعوديه شمال اللملكه تحديد مدينه العويقيلة وسبق ان رايته قبل عدت سنوات

      حذف
  3. لقد وجدت هاذا العقرب الكاذب في بلدي المغرب باحد الغابات المجاورة ولقد التقطت له صورة

    ردحذف
  4. الردود
    1. مايو 2022 .... ليبيا الجبل الغربي (موجود)

      حذف
  5. اليوم حصلته في العويقيله وسبق ان رايته قبل سنوات

    ردحذف
  6. وتم توثيقه

    ردحذف