أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

‏‏أردوغان يا حبيب..متى ستضرب تل أبيب؟




 

بعد نحو قرن من انسحاب اخر جندي عثماني من القدس، يعود العثمانيون، إلى فلسطين، ولكن عن طريق الموسيقى، بعروض قدمتها فرقة مهتار التركية، لمناسبة موسم النبي موسى، في عدة مدن فلسطينية.

شاركت الفرقة في حفل افتتاح موسم النبي موسى، في برية القدس، الذي نظم بدعم من وكالة التعاون والتنسيق التركي، التابعة لرئاسة الوزراء، بحضور السفير التركي، ورئيس الوكالة والنائب في البرلمان التركي مراد يلدرم، ووفد صحافي.

الدعم التركي لموسم النبي موسى كان واضحا بأكثر من شكل، من المسرح المكشوف الذي نُصب خارج المقام، إلى الحملات الاعلامية، وحتى وجبات الطعام، التي قدمت مجانا للمحتفلين.

حضور الفرقة التركية، التابعة لوزارة الثقافة، نافس الحضور المكثف للفرق الصوفية، وللمنشدين الصوفيين الذين عادة ما يشكل لهم مثل موسم النبي موسى، مناسبة لإظهار أنفسهم، وممارسة اعتقاداتهم، وترديد أناشيدهم.

وحرص كثيرون، من المواطنين، على التقاط صور مع أعضاء الفرقة التركية بملابسهم التقليدية، الذين بدا عليهم التأثر، في أوّل زيارة لهم إلى فلسطين، لتقديم ما يصفونه أقدم موسيقى عسكرية، بالإضافة إلى الأناشيد التي كانت ترافق الجيوش العثمانية في الحروب، ومن بينها موسيقى تُنسب في العالم العربي إلى القدود الحلبية، قدمت الفرقة بعضها بكلمات عربية.

بعد العرض الرئيس للفرقة على المسرح الخارجي أمام المقام، اعتلى المسرح رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الفلسطينية (مراد يلدرم)، الذي ألهب مشاعر الحضور بكلمة عن الاخوة الفلسطينية-التركية، والتاريخ المشترك، والثقة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وخاطب يلدرم الحضور: "نحن اخوة وسنبقى كذلك إلى يوم القيامة".

ولم يكن الحضور يحتاج إلا لمثل هذه الكلمات، ليدب الحماس في صفوفه، وتتعالى الصيحات التي تحي تركيا ورئيس الوزراء اردوغان.

ونهضت امرأة في الستينيات من عمرها لتطلق الزغاريد والهتافات التي تصف ارودغان بـ "نور عيوني"، والحضور يردد من خلفها، وختمت هتافاتها بـ: "اردوغان يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب".

في رام الله، كان عرض الفرقة مختلفا قليلا، تأخروا في الوصول إلى دوار الساعة، ومنه انطلقوا في مسيرة إلى دوار المنارة، حيث قدموا أمام تماثيل الاسود، الاناشيد الحماسية، ليس بعيدا عن منطقة عين مصباح، التي شهدت اخر معركة خاضها العثمانيون في رام الله، قبل تقهقرهم امام الجيش البريطاني عام 1917م.

تجمع الجمهور بشكل عفوي حول هؤلاء الرجال الذي يرتدون ملابس الجيش الانكشاري، وتطوع أحد الحضور ليقدم شرحا، لمن حوله عن ما وصفها امجاد الجيوش العثمانية، وحول الخلافة العثمانية، ودخل في نقاش، داعيا لضرورة عودة الخلافة الاسلامية التي برأيه فيها الحل لكل مشاكل فلسطين، مضيعا الفرصة على من حوله الاستمتاع بالموسيقى والاناشيد.

أكمل العثمانيون العائدون إلى فلسطين طريقهم إلى ضريح الرئيس عرفات، ولكن ليس بنفس الانضباط العسكري، الذي ميز بداية مسيرتهم، بينما توقف الكثيرون على جانبي الشارع لالتقاط الصور.

وعلى مدخل الضريح، تحلق أعضاء الفرقة، في عرض ختامي، قرأ خلاله احدهما آيات من الذكر الحكيم، وتلوا بعده الفاتحة، واندفعوا إلى داخل الضريح، حيث جاء دورهم لالتقاط الصور الشخصية لهم.

وحرصت الفرقة على تقديم عرض في نابلس، حيث ساروا من وسط البلد وحتى برج الساعة، احد الابراج التي اقيمت في مدن فلسطينية وشامية لمناسبة ذكرى اعتلاء السلطان عبد الحميد للعرش، وقدمت عرضا اخر في شوارع القدس خارج الأسوار: الزهراء، مرورا بشارع صلاح الدين، وانتهاءا بشارع السلطان سليمان، أحد اهم سلاطين بني عثمان. وكل ذلك لا يخلو من دلالات رمزية.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق