أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 9 أبريل 2014

هواية عبد ربه تتحرر بعد 30 عاما من الحرمان

عاد الأسير المحرر عيسى عبد ربه، بشغف الى هوايته، التي حرمه الاحتلال منها، طوال 30 عاما قضاها في سجون الاحتلال.
وقال عبد ربه لمراسلنا: "عدت لهواية جمع الطوابع بقوة، كي أُعوض ما فاتني طوال فترة سجني". وافرج عن عبد ربه قبل أشهر، مع مجموعة من الأسرى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق اوسلو.
وجمع عبد ربه، قبل اعتقاله، مجموعات من الطوابع، من بينها مجموعة من الطوابع الأردنية، كان يقصها عن مغلفات البريد، وبعد اعتقاله، حاول ممارسة هوايته في السجون، خصوصا وانه كان على يقين بأنه سيقضي فترة طويلة في مكانه الجديد، وفعلا، بعد فترة التحقيق، أخذ بجمع الطوابع على الرسائل التي تصل الأسرى، وكانت البداية من سجن جنيد.
"كنت أطلب من كل أسير، ان يحتفظ بالمغلف لي، حتى اقص الطابع أو الطوابع الملصقة عليه، وجمعت خلال فترة السجن الطويلة نحو 100 طابع، رافقتني خلال تنقلي في جميع سجون الاحتلال تقريبا"-يقول عبد ربه.
وخلال فترة السجن، كان يحرص دائما، خلال حملات التفتيش والدهم التي تجريها ادارات السجون وقواتها القمعية، على ان تنجو مجموعته الصغيرة والمحببة من الطوابع، ويقول انه حقق نجاحا باهرا بهذا الشأن، وعندما خرج من السجن، كان أهم ما يحمله معه، تلك المجموعة الصغيرة.
يقول: "اعتز بمجموعتي من الطوابع التي جمعتها داخل السجن، ولكن كان من الصعب علي، ممارسة هوايتي في السجن، فالتقييدات كثيرة، والرسائل التي تصل محدودة، كذلك نوعية الطوابع، السجن يؤثر أيضا على هوايتنا، ولم يكن لدي البومات خاصة لأضع فيها الطوابع كما يليق بها، وانما وضعتها في مظروف رسائل، هو نفسه الذي خرج معي من السجن".
ويضيف عبد ربه: "في السجن لا شيء يمكن ان يكون طبيعيا، حتى الأشياء البسيطة التي يتمناها الاسير مستحيلة التحقيق، لطالما تمنيت، مثلا، ان احظى بأكلة خبيزة أو علك، ولكن ذلك بالطبع لم يتحقق".
وبعد أيّام من الافراج عنه، سأل عيسى، عن مجموعته من الطوابع التي جمعها قبل سنوات الاعتقال الطويلة، ولكن: "للأسف مثل أغراض أُخرى لي، ضاعت، لقد تفهمت الامر، فانا غبت عن المنزل ثلاثة عقود، وهذه فترة طويلة، يمكن ان تضيع فيها الأشياء"-يقول عيسى.
ورغم الاحتفاء الكبير به، من قبل الناس، والذي جعله دائم الانشغال، الا انه انتهز أوّل فرصة ليواصل ما انقطع من هوايته.
"بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من معانقة الحرية، سعيت لمعاودة هوايتي، أريد ان اعوض ما فاتني، زرت بريد بيت لحم، واطلعت على مجموعات الطوابع، واقتنيت ما استطعت منها، ثم وصلتني مجموعات قيمة كهدايا من الأصدقاء، واواصل وسأواصل جمع الطوابع حتى اخر يوم في حياتي"-يقول عبد ربه بفرح.
وبالاضافة الى جمع الطوابع، لدى عبد ربه، هواية أخرى هي جمع العملات، وبدأ فعلا بممارستها، في ظروف يأمل: "ان تكون جديدة، وحرة، اهم شيء هو ان نعيش احرارا في وطننا دون احتلال، ونمارس ما يحلو لنا بحرية، مثل شعوب العالم الأخرى"-يقول عيسى.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=2&id=232685&cid=3265

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق